عندما تشرق الشمس في السماء، وتشع بأنوارها الساطعة شيئاً من الدفء والحنان والأحاسيس الجميلة وتهب عليها نسمات وعبق الورود البهية.. وتقطر عليها بقطرات الندى المثيرة التي تعكس لنا من أشعتها ألوان الطيف وترسم بسمة على شفة انسان كان بالأمس مهموما حزينا وتبعث في نفسه التفاؤل والأمل من جديد وهكذا تكون هذه الحياة مليئة بالحسن والقبيح والحزن والفرح والخير والشر ويبقى الإيمان بالله والأمل الذي في نفوس كثيرة كابدت وتلاطمت مع أمواج هذه الحياة من الشقاء والشجون والهموم ولكن هذه الحياة لا تدوم على الحال لأن دوام الحال من المحال ولا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. شمس الأفلاج مدن الأحزان يسألوني عن أسرار أحزاني يسألوني عن أسباب دموعي يسألوني عن مصدر آلامي وجروحي فقلت: إن الظلم والنكران والجحود هي أسباب آلامي وأحزاني. وجروحي لا تستطيع أن تضمها مدينة بحالها. لذلك سأظل أبكي الى أن يتوقف نزيف جراحي ... ويبزغ نور أمل جديد لحياة مليئة بالحب والإخلاص. قال الشاعر «المتنبي»: من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلام لطيفة إبراهيم عبود العنزي جراح أمي مجروحة .. نزف جراحها ملأ الأرض وعانق عنان السماء.. صوت أناتها تصدع منه الحجر .. أسمع من كان به صمم.. تبكي .. ولكن أيما بكاء .. لم يسمع .. تصرخ بكل جوارحها .. لم تُجزع .. أصبحت جراحها ونزفها لوحة جميلة يتلذذون برؤيتها.. صوت أناتها ليس سوى ترنيمة رائعة يطربون لها.. بكاؤها .. صراخها لا يشكل سوى شيء مسل بالنسبة لهم .. أواهٍ أمتي .. يا لجمالكِ وانت ترسمين لهم أروع المناظر .. وأي مناظر؟ مناظر طالما تمنوا وحثوا المسير لتحقيقها.. لوحتكِ .. أرضكِ الوانك .. دماء أبنائك يا لرفت صوتك وانتِ تعزفين لهم على أوتار عروبتنا أجمل الألحان وأرق الترانيم .. آه ثم آه أمي .. أصبح صراخك وبكاؤك شيئاً مألوفاً بالنسبة لهم.. فمنذ ان تفتحت عيناي على هذا الكون.. وأنا أراكِ تحتضرين.. سمعت وسمعت عن العرب وعن قوتهم وكيف انهم ملكوا هذا العالم أجمع .. بكلمة واحدة .. وبيد واحدة وبسيف واحد.. سمعت وسمعت .. كيف كنتِ بالأمس تتربعين على رؤوسهم .. وكيف كنتِ تشكلين لهم ذلك البحر الهائج .. وتلك الأمواج الغاضبة التي دوماً في ثورة وقوة.. لكي تحمي من بداخلها. والويل ثم الويل لمن فكر بأن يطأ شاطئك .. أو يلقي بسنارته في أعماق مياهك.. آه ثم آه .. سمعت وسمعت وسمعت .. ويا ليتني لم اسمع .. تاريخٌ .. اصبح أوراقاً مجدٌ أصبح حلماً غيرةٌ .. اصبحت وهماً ولكن .. التقدم اصبح حقيقة .. التطور .. خيال تحول الى واقع .. والآن .. ها هي تفوق بعد إعياء من النحيب والصراخ.. ترى لماذا أفاقت؟! تفتح عيناها بتثاقل وهي تسأل .. تقدم ..!! تطور!! على حساب ماذا .. أجيبوني على حساب ماذا؟؟ وما لبثت ان عاودت الصراخ والبكاء وهي تردد بصوتها الذي غدا ترنيمة تزينه بأناتها.. وجراحها وهي تقول: على حساب عروبتي على حساب عروبتي سجم «وداعاً» «كل ما فيني يقول لكِ وداعاً» وداعاً !!! ولكن المؤلم هو أنكِ ودعتي قلبكِ من زمن بعيد وداعاً !!! أيتها الجميلة وداعاً !!! أيتها الحسناء وداعاً !!! أيتها المدرسة وداعاً منبع المحبة تمنيت أن يعود لك الحب ولكن عجلة السنين أخذت منك الكثير ولم تبق غير جسدك فما زلت أقول ..لكِ ..وداعاً !!! فهد محمد فهد الدوسري الافلاج ويبقى الحلم تظل الذكرى دائما أسيرة الكتمان بين طيات الشك وعظمة الكبرياء حتى إذا مات الحنين حتى إذا زال الأنين. تبقى دائماً ترفرف في طريق الآلام.. ولكن هناك دائماً ألواناً تهمس لنا بكلمات مختلفة لأن الأصل مختلف فنخدع بسهولة.. كأن الذين يفرحون بتعدد الألوان لا بد أنهم يجهلون معنى كل لون. ويبقى الحلم ويتجسد في العيون الساهرة التي عجزت عن الوصول لكن في قرارة النفس عظمة الاقتناع بالوجود .. سميرة عبد الله جازان «الرجل» ان الرجل كلمة وموقف وعطاء ووفاء.. هو الصبور الذي يؤدي ما عليه مهما كانت الصعوبات التي تعتريه.. الذي يجتنب كل رذيلة ويحتوي الفضيل، الذي يؤدي الأمانة ويعرض عن محارم الناس، الذي يسير أموره بعقله لا بقلبه وعواطفه، القوي في مجتمعه دون بطش ودون قسوة قلب، البعيد عن فظاظة اللفظ. ذلك الذي يعرف من هي المرأة ويعطف عليها ويسعى لاعطائها ما تستحق من غير ضعف لشخصيته، الذي يعي ان المرأة دون رجل هي ربع المجتمع والرجل دون المرأة هو ربع المجتمع..!! وإذا اجتمعا معاً تكامل المجتمع لا تعجبي ان قلت إنكِ في دمي فأنا وأنتِ الى العقيدة ننتمي