السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... مجروحة... نزف جراحها ملأ الأرض وعانق عنان السماء.. صوت أناتها تصدع منه الحجر.. أسمع من كان به صمم.. تبكي.. أيما بكاء.. ولكن لم يُسمع.. تصرخ بكل جوارحها.. أصبحت جراحها ونزفها لوحة جميلة يتلذذون برؤيتها.. صوت أناتها ليس سوى ترنيمة رائعة يطربون لها.. بكاؤها.. صراخها.. لا يشكل سوى شيء مسلٍ بالنسبة لهم.. أواه يا أمتي.. آهٍ ثم آهٍ.. يا لجمالك وأنت ترسمين لهم أروع المناظر.. وأي مناظر؟؟ مناظر طالما تمنوها وحثوا المسير لتحقيقها.. لوحتك.. أرضك.. ألوانك.. دماء أبنائك.. آه عروبتي.. يا لرقة صوتك وأنتِ تترنمين على أوتار عروبتنا بأجمل الألحان وأرقها.. آه ثم آه أمي.. أصبح صراخك وبكاؤك شيئاً مألوفاً بالنسبة لهم.. فمنذ ان تفتحت عيناي على هذا الكون.. وأنا أراك تحتضرين.. سمعت وسمعت عن العرب وعن قوة العرب وكيف أنهم ملكوا هذا العالم أجمع بكلمةٍ واحدة.. وبيدٍ واحدة.. وبسيفٍ واحد.. سمعت وسمعت.. كيف كنتِ بالأمس تتربعين على رؤوسهم.. وكيف كنت تشكلين لهم ذلك البحر الهائج.. تلك الأمواج الغاضبة التي دوما في ثورة وغضب.. لكي تحمي من بداخلها.. والويل ثم الويل لمن يفكر أن يطأ شاطئك.. أو يلقي بصنارته في أعماق مياهك.. آه.. سمعت وسمعت وياليتني لم أسمع.. تاريخٌ.. أصبح أوراقاً.. مجدٌ.. أصبح وهماً.. تقدم.. أصبح حقيقة.. خيال لكنه صار واقعاً.. والآن: ها هي تفوق بعد اعياء من النحيب والصراخ.. ترى لماذا أفاقت..؟؟ تفتح عيناها بتثاقل وهي تسأل!! تقدم!! تطور!! على حساب ماذا!! أجيبوني على حساب ماذا؟؟ وما تلبث ان تعاود الصراخ البكاء وهي تردد بصوتها الذي غدا ترنيمة.. تزينه بأناتها ونزف جراحها وهي تقول:ى حساب عروبتي على حساب عروبتي... سجم العتيبي