^^^^^^^^^^^ إثر نهاية مباراة الهلال والنصر )0/0( في المربع الذهبي لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أغلق الهلاليون ملف مشاركاتهم في منافسات الموسم الرياضي )1421-1422ه( بعد مشوار طويل لعبوا خلاله واحداً وستين مباراة في ثمان بطولات فازوا في أربع منها وخرجوا خاسرين بمثلها.. ^^^^^^^^^^^ وبقيت لهم مباراة واحدة.. وتناوب ثلاثة مدربين على الفريق منهم واحد مكلف، وشهد ا لموسم الهلالي تحولات فنية متباينة واختلافات واسعة ساهمت في النهاية بخسارة )الهلال( لقب كأس ولي العهد وضياع بطولة الدوري التي كان آخر عهده بها في الموسم الرياضي 1418ه عندما فاز على الشباب )3/2( بقيادة الروماني بلاتشي ومن الصدف أن يكون قد حقق هذا الموسم ثلاث بطولات مع هذا المدرب الذي لم يكمل المشوار مع الفريق بعد تذرعه بظروف لا يعلم الهلاليون حقيقتها..! البداية.. بطولة الصداقة كانت بداية المشاركات الهلالية هذا الموسم في بطولة الصداقة الدولية على كأس الأمير عبدالله الفيصل في عسير، واستطاع الفريق الذي كان يلعب وسط فراغ إداري كبير بعد استقالة الرئيس السابق الأمير بندر بن محمد وعدم تشكيل مجلس إدارة جديد يقود النادي.. استطاع وبجهود جبارة من قبل أمين عام النادي فواز المسعد ودعم بعض أعضاء الشرف أن يهزم شقيقه الأهلي في دور الأربعة بهدف تاريخي لفيصل أبو ثنين والتأهل للمباراة الختامية قبل أن يلاعب فريق عسير في اللقاء الختامي ويفوز بالكأس بعد اللجوء إلى الركلات الترجيحة من علامة الجزاء )5/4( بعد أن تعادل الفريقان في أوقات اللعب ايجابيا )2/2(. المفاجأة!! وفي مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد للأندية الممتازة قدم الفريق مستويات جيدة في الجزء الأول من الدور التمهيدي واستطاع تصدر الفرق رغم ما كان يعانيه النادي من غياب إداري كبير، لكن الظروف وغياب اللاعبين الدوليين قصمت ظهر الفريق في النهاية ولم يستطع مواصلة تقديم مستوياته الجيدة في المسابقة وجاءت النهاية مأساوية بالنسبة للهلاليين عندما خسر الفريق من الأنصار الصاعد حديثاً للممتاز )3/2( وفقد فرصة التأهل التي طار بورقتها الأخير رغم أن الفريق كان متقدماً حتى قبل النهاية بخمس دقائق وهو ما جعل الأصوات الهلالية تتعالى مطالبة بتدخل شرفي لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل الشروع في مسابقة الأمير فيصل بن فهد للأندية العربية بطلة الكأس!! مشكلة الرئاسة عانى الهلال النادي كثيراً من الغياب الإداري وهو ما ألقى بتبعاته على فريق كرة القدم الواجهة الأولى للنادي وزادت معاناة الهلاليين ضراوة بعد سلسلة اعتذارات عدد من أعضاء الشرف عن تولي زمام الأمور في النادي رغم تعدد أسماء المرشحين.. حتى توصل الهلاليون إلى قرار يمدد فترة تكليف الأستاذ فواز المسعد لرئاسة النادي وهو ما حدث حتى تم ترشيح الأمير سعود بن تركي لرئاسة النادي قبيل بداية البطولة العربية بأيام فقط، وهو القرار الذي استقبلته الأوساط الهلالية بسعادة كبيرة وترحيب جم.. البطولة المنتظرة ومرت الأيام سريعة بعد ترشيح الأمير سعود بن تركي ولم يكد يخط السطر الأول في ورقة فترته الرئاسية حتى بدأت البطولة العربية التي نظمها ناديه.. وكانت بداية سعيدة جداً إذ استطاع الفريق تحقيق الفوز بكأس البطولة بعد أن هزم منافسه التقليدي النصر في النزال الختامي بهدف الجمعان الذهبي.. وحقق الهلال بطولة عزت على الأندية السعودية طوال عقد من الزمان.. حتى جاء الفرج على يد الهلال صاحب الأولويات دائماَ.. معانقة العالمية ولم يكد يمضي على فوز الهلال العربي عشرون يوماً إلا ونجومه يعانقون العالمية معلنين وصول فريقهم إلى مونديال الأندية الثاني المقرر انعقاده في إسبانيا منتصف هذا الصيف بعد أن استطاعوا الفوز بكأس السوبر الآسيوي بمجموع مباراتي الذهاب والإياب على فريق شيميزو ويحقق الهلال بطولته الثالثة هذا الموسم!! الهروب وما أن فاز الفريق بالسوبر بدأ الاستعداد لمواجهة السالمية الكويتي في إياب ربع نهائي البطولة الآسيوية للأندية أبطال الدوري )فاز الهلال ذهاباً 3/1( حتى تسارعت الأحداث في النادي لتنتهي إلى سفر المدرب بلاتشي إلى رومانيا قبل أن يتبعه فريق العمل الفني والطبي المساعد وسط تباين أقوال الهلاليين في هذا الشأن. فمنهم من قال إن بلاتشي هرب بعد أن حقق مع الهلال ثلاث بطولات وأثبت قدراته ولم يفضل الاستمرار في ظل ما يلاقيه من رفض تام من بعض شرفيي النادي. ومنهم من رأى أن بلاتشي صادق وأنه سيعود للفريق فور انتهاء ظروفه العائلية المتمثلة في مرض والدته. بيد أن سفر كامل الفريق المساعد كان كافياً لكشف الحقيقة التي حاول البعض رفضها وفضلوا التريث قبل احضار مدرب بديل وأنيطت العهدة بالمدرب البرازيلي كامبوس. الكابوس وقدم الهلال مع كامبوس مستويات «ساقطة» تماماً وعجز عن اثبات تواجده مطلقاً وظل يترنح في تواجده على سلم الترتيب حتى وصل المركز السابع، وهو ما جعل الأصوات ترتفع مطالبة بإيجاد مدرب مناسب والتعاقد مع أجانب فاعلين قبل الدخول في بطولة النخبة العربية وقبلها التصفيات الآسيوية لمربع غرب القارة الصفراء. وصول المغمور وفاوضت الإدارة الهلالية مدربين عالميين لكن سانتراش ذهب إلى إيران أما سلوبودان فكان وقع عقداً مع المنتخب السعودي وعبثاً ذهبت محاولات الهلاليين لاحضار مدرب مناسب أمام رفض البعض لعودة يوردانيسكو لمغالاته المادية وانشغال المدربين العالميين بعقود مع أندية أخرى خاصة وأن الموسم كان في عز اشتعاله في أغلب بلدان العالم. وفجأة أعلن الهلاليون التعاقد مع المدرب الفرنسي خافت الصيت صفوت سوزيتش لتدريب فريقهم وهو ما أحدث تساؤلات واسعة.. «ماذا سيقدم هذا المغمور» لبطل القارة؟!! البداية الناحجة وبدأ سوزيتش مع الهلال في لقائه ضد الأنصار الذي كاد يشكل عقدة هلالية هذا الموسم وفاز الهلال وانطلق بسرعة يسقط الفريق تلو الآخر حتى وصل إلى المربع الذهبي بعد أن كان تاسعاً وأعلن تأهله رسمياً بعد أن فاز على الرياض )6/1( وهو ما دفع البعض إلى إعلان نجاح مبكر لسافيت والمطالبة بتوثيق عقد طويل الأمد معه!! بداية السقوط وغادر الهلال إلى إيران على متن طائرة خاصة وكان الجميع يرى أن المسألة مسألة وقت ويتأهل الهلال إلى نصف نهائي البطولة الآسيوية.. لكن أريتش الكازاخستاني أفاق الهلاليين من سبات عميق خاصة بعد أن تخبط سوزيتش في اختيار الأسماء المناسبة بعد عودة الدوليين.. ثم خسر الفريق من الاتحاد وأخيراً بيروزي ليعود إلى الرياض بنقطة واحدة وقناعة بدأت تلوح في العقول الهلالية بأن سافيت بدأ يظهر على حقيقته وأنه رسب في الاختبار الحقيقي!! بطولة النوايا الحسنة وعاد الفريق إلى الرياض ولعب مع الرائد في دور ال«16» لمسابقة كأس ولي العهد وفاز عليه بهدف الجابر الذهبي من علامة الجزاء.. وفي دور الثمانية استطاع أن يسقط الأهلي برقم قياسي )4/صفر( وسط احتفالية هلالية بهذا الفوز الذي كان بمثابة أفضل إعداد نفسي للفريق الذي كان يستعد للسفر إلى اللاذقية حيث بطولة النخبة العربية وهي البطولة الوحيدة التي استعصت على الفريق الذي حقق كل الألقاب. ولم يقدم الهلال هناك مستوياته المعروفة واقتنع بالتعادل مع الجيش ثم النصر.. وفي شوط واحد هزم الصفاقسي )4/1( قبل أن يستفيد من تعادل النصر والجيش ويفوز بالذهب.. والبطولة التي نعتها الهلاليون ببطولة النوايا الحسنة خاصة وأن فريقهم فاز باللقب وهو في حافلة نقل اللاعبين!!! الضربة القاضية ظل الهلاليون يطالبون ببديل لسوزيتش الذي أثبت عدم قدرته على التعامل الصريح مع الأوراق الهلالية لكن أهل الحل والعقد في النادي رأوا خلاف ذلك وفضلوا منح المدرب كامل الفرصة حتى قاد الهلال لخروج حزين بعد موسم حافل وفي ظرف أربعة عشر يوماً فقط من أهم بطولتين محليتين بعد أن خسر من الاتحاد في بطولة كأس ولي العهد بركلات الترجيح ومن النصر بمجموع اللقاءين في المربع الذهبي )1/0( لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين..! وكالعادة سيذهب المدرب ويُرحَّل الأجانب وماذا سيستفيد الفريق؟!! المعاناة عانى الهلال كثيراً من قضاة الملاعب بسبب بعض الأخطاء التي كلفت الفريق العديد من نجومه ونتائج مبارياته دون مبرر.. ما يطلبه الهلاليون يدرك الجميع حجم الجهد والعمل الذي بذله الأمير سعود بن تركي رئيس الهلال منذ استلام الأمور في النادي فقد رتب الأمور في الفريق وصرف من جيبه الخاص أكثر من ثمانية ملايين ريال وسعى إلى احضار لاعبين ومدربين على مستوى جيد من الكفاءة.. وقاد النادي لثلاث بطولات في كرة القدم وهي بطولات تاريخية لن ينساها الهلاليون اطلاقاً.. بيد أن ثمة أمور يجب أن يقوم بها الرئيس الناجح من أجل أن تتواصل نجاحاته وتتعاظم انجازاته. فالهلال أولاً مؤسسة رياضية اجتماعية كبرى على المستوى العربي وهي بحاجة إلى أسماء إدارية مناسبة تكون عوناً لسمو رئيس نادي الهلال في تأدية مهامه داخل النادي وخارجه.. ومع كامل تقديرنا وتحياتنا لأعضاء الإدارة الحالية في النادي إلا أن الظهور والعمل لم يكن من نصيب إلا نزر قليل من منسوبيها كوليد الرواف والأستاذ فواز المسعد أمين عام النادي والأستاذ فهد الغليقة والأستاذ محمد العقيلي. كما أن الهلال كمؤسسة كبرى يجب أن يدار بأسلوب علمي حديث يتوافق مع علوم الإدارة الحديثة والتي توجب وضع أسس وثوابت متينة ينطلق منها أسلوب العمل الإداري.. وأن يبدأ سمو الأمير الشاب في الإعداد لرسم برامج عمل تتناسب وما وصل إليه الهلال.. ووضع الهيكل التنظيمي المناسب وتوزيع المهام على الأعضاء كل حسب اختصاصه وخبراته.. وهذا طبعاً بعد تشكيل إداري جديد يضم نخبة من أهل الفكر والرياضة والعلم للنادي الذي صار الآن في مصاف أندية المقدمة على مستوى العالم. كما أن الهلال وأعني فريق كرة القدم الآن يحتاج إلى تجديد إداري وفني وعلى كافة الأصعدة وهنا لا نقلل من عمل الأستاذ فهد المصيبيح والأحمد بيد أن التجديد مطلب ملح من أجل تواصل العمل ووضع أفكار جديدة له تساهم في تحقيق الإنجازات المنتظرة دائماً. أما التجديد الفني فأعني به البحث عن مدرب يناسب المرحلة المقبلة وأرجو ألا يتخذ الهلاليون قراراً سريعاً في هذا، ففي التروي والصبر حكمة بالتأكيد.. وعلى صعيد اللاعبين فإن الواجب الآن العمل على تجديد الأسماء والدماء التي تمثل الفريق بعد أن تعدت البعض منها كل مقومات النجاح وظل البعض الآخر عاجزاً عن مقارعة زملائه وصار آخرون يعتمدون على أسمائهم وإنجازات الماضي.