الدمام - "الحياة - لا يخلو موسم من المواسم في مسابقات كرة القدم السعودية إلا ويكون هناك عدداً كبيراً من المدربين الضحايا، واذا كان السيناريو معروفاً منذ فترة طويلة، فان تكراره هذا الموسم شكل حالاً من نوع خاص لأن عدد الضحايا بلغ 22 اشرفوا على 12 فريقاً خلال 9 اشهر فقط. وكان نصيب الهلال من المدربين المقالين هذا الموسم الذي بدأه مع المدرب الروماني ايلي بلاتشي، وتبعه بالبرازيلي كامبوس ثم الفرنسي صفوت سوزيتش. اما الاهلي، فقد تنقل بين الارجنتيني لوبيز انخل والكرواتي لوكا بيروزفيتش، كما تنقل الاتحاديون بين البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش والايطالي لويجي دوسينا واخيراً البرازيلي اوسكار. والشباب بدأ بالبرازيلي كامبوس ثم الفرنسي تيدروف افيكا واخيراً البرازيلي لويس كارلوس، والرياض تنقل بين السعودي بندر الجعيثن والبرازيلي خوزيه فيلا، والنجمة دربه التونسي يوسف الزواوي ومواطنه علي السلمي... والاتفاق تجول بين البرازيلي اوليفرا ومواطنه لويس البرتو، فيما اكتفي القادسية بالبرازيلي كابرال، وسدوس بالتونسي بلحسن مالوش والانصار ببرازيلي آخر هو كارلوس روبرتو، والنصر بالبرتغالي ارثر جورج. وكما هو واضح، فان الغالبية العظمى لهؤلاء المدربين من المدرستين البرازيلية والاوروبية. مدربون وبطولات يمكن القول ان مدرب الاهلي بيروزفيتش نجح في فك "النحس" الذي لازم فريقه في البطولات المحلية، فحصد معه هذا الموسم كأس الأمير فيصل بن فهد، لكن بعض النقاد ارجعوا اخفاق الفريق امام الهلال في الدور ربع النهائي من مسابقة كأس ولي العهد عندما خسر الاهلي صفر-4 إليه تحديداً، وحملوه ايضاً الخسارة من الاتحاد في مباراتي المربع الذهبي لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين. ويبقى البرازيلي اوسكار هو "عريس" المدربين هذا الموسم على رغم قصر الفترة التي قضاها مع الاتحاديين، لأنه انتشل الفريق من بحر من المشاكل، وحقق ثلاثية مهمة بفوزه بكأس ولي العهد وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين والكأس السوبر السعودية - المصرية عندما هزم الاهلي المصري في عقر داره 2-3 بالهدف الذهبي الذي سجله الحسن اليامي. ويأتي البرتغالي ارثر جورج في المركز الثاني قياساً على الآراء الفنية، لأنه نجح في الوصول بفريقه الى اربعة مباريات نهائيات على رغم انه لم يحظ بالفوز بأي منها، لكنه نجح في إيجاد فريق جديد يمثله عناصر شابة ويلعب كرة بطريقة "مدروسة". ويرى البعض ان بيروزفيتش هو المدرب الثالث من حيث تحقيق النجاحات، ولم ينس هؤلاء اعطاء مدرب الشباب لويس كارلوس، الذي قاد الفريق الى الفوز بلقب بطل كأس الكؤوس الآسيوية، على رغم الوجوه الشابة الصاعدة التي اعتمد عليها اثناء مرحلة التجديد التي يمر بها الفريق. بلاتشي والزياني ويؤكد جميع المراقبين ان بلاتشي نجح بدرجة امتياز مع الهلال في بداية الموسم، لاسيما انه حقق معه ثلاث بطولات هي دورة الصداقة الدولية الرابعة والكأس السوبر الآسيوية وبطولة الاندية العربية ابطال الكؤوس. ويرى المدرب المعروف وعضو الاتحاد السعودي خليل الزياني ان اقالة المدربين تستحق ان تلقب بالظاهرة "هناك اسباب كثيرة اهمها عدم الانسجام بين ادارة الفريق والمدرب او عدم الانسجام بين اللاعبين والمدرب، وهناك قرارات تؤخذ بتسرع ويكون من نتيجتها انها ظلمت بعض المدربين وربما فرقهم ايضاً، ولتفادي هذه الظاهرة "السيئة" لا بد من التدقيق في الاختيار قبل اتمام التعاقد مع أي مدرب". واضاف الزياني ان "هناك حالات تسمى "لا توفيقية" للمدرب، اذ انه لا يستوعب قدرات لاعبيه من جانب ولا ينجح ايضاً في توظيف تلك القدرات من جانب آخر".