ما من أحد يمكن ان ينكر ضرورة النوم لكل إنسان، فهو أحد الدعامات الأساسية التي ترتكز عليها صحة الفرد ونشاطه وسلامته، وانا لنلمس الدليل على ذلك واضحاً إذا ما شاهدنا سلوك أحد الأفراد في صباح يوم قضى ليلته السابقة في أرق وتوتر، إذ نجد سلوكه وتصرفاته تتسم بالعصبية وعدم التركيز، وان النعاس يغالبه طيلة النهار. فمن الوظائف الرئيسية للنوم اراحة الجسم سواء من الناحية العضوية او الناحية العقلية بعد فترة من النشاط المستمر طيلة النهار. ويبلغ عدد الساعات الضرورية التي يحتاجها الجسم للحصول على القسط المطلوب من الراحة 7 9 ساعات/في اليوم. وهذا ليس كافياً فقط، بل يجب ان تكون هذه الساعات في الليل. والنوم عملية فسيولوجية بالغة التعقيد، وليس بتلك البساطة التي يعتقدها البعض.. فالنوم ينقسم إلى مراحل اعتماداً على عمق النوم، وعلى التغيرات الكهربائية المسجلة من الدماغ عن طريق جهاز تخطيط الدماغ، بالإضافة إلى التغيرات الفسيولوجية الأخرى، فعندما ينام الإنسان ينتقل من مرحلة النوم الخفيف «أو المرحلة الأولى» إلى مرحلة النوم العميق «المرحلة الخامسة» وذلك خلال الساعة الأولى من النوم.. وبعد ذلك ينتقل النوم مرة أخرى إلى المرحلة الخفيفة غير العميقة والتي تحدث خلالها فترة الأحلام، وتستغرق هذه الفترة من 10 25 دقيقة وهكذا يتغير النوم بشكل متأرجح بين المرحلة الخفيفة والمرحلة العميقة، ولقد تمت عملية تقسيم النوم إلى نوعين: النوع الأول وهو ما يعرف «بحركة العين السريعة» أو مرحلة الحلم، وهذه تشتمل على ربع مرحلة النوم وقد يُسمى بذلك لأنه مرتبط بالحركة السريعة للعين. أما النوع الآخر، فقد اطلق عليه «نوم حركة العين غير السريعة» والذي يتميز بحركة العين البطيئة. ولكن ما هي آثار السهر وقلة النوم على الإنسان؟.. يعتبر السهر عدواً لدوداً لصحة الإنسان، فيكفي ان يبقى الإنسان مستيقظا فترة ليلة أو ليلتين لتظهر عليه أعراض السهر.. فما هي هذه الأعراض؟. 1 الصعوبة في الاستيقاظ المبكر في الصباح. 2 فترات من الصداع الشديد والدوخة المستمرة في اليوم التالي. 3 عدم القدرة على التركيز. 4 الكسل العام. والمرحلة الحرجة التي تظهر بعدها الآثار الخطيرة للسهر هي عدم النوم لفترة تقارب المائة ساعة. 1 زيادة تدريجية في حدة الدوخة قد تصل إلى مرحلة فقدان الوعي تماماً. 2 الشعور بالضغط الشديد على الحواس. 3 الوهن الشديد والاعياء التام. 4 فقدان الرغبة على العمل وعدم القدرة على إجراء او القيام بأبسط الأشياء. 5 الشعور بالألم، لأبسط الأشياء. وبعد الليلة الخامسة، يمكن ان يدخل الإنسان في المرحلة الذهانية، فتظهر عليه أعراض الهلوسة، ويصبح في عزلة تامة عن البيئة المحيطة به، فلا يستطيع ان يتعرف على الناس ولا يعلم ما إذا كان الوقت ليلاً أو نهاراً، ثم يدخل في مرحلة فقدان الوعي التام. د. أسعد محمد عرفة اخصائي طب الأسرة