تنشر الجزيرة اليوم واحدة من أهم الدراسات العلمية في مجال سلوك الطلبة السعوديين شملت 300، 180 طالب في 500 مدرسة اشترك في اعدادها خمس ادارات تعليمية في وزارة المعارف وتمت مناقشتها في الاجتماع الأخير لمعالي الوزير مع مديري التعليم، وقدمها الدكتور صالح الدوسري مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية، ورغم ان الوزارة اخفت هذه الدراسة عن أعين الصحافة ولا تحبذ نشرها خوفا من طرحها في سياق الاثارة الصحفية والمبالغات التي تضم السلبيات وتتجاوز الجهود الكبيرة للوزارة في رصد المشكلة ودراستها بالاسلوب العلمي الصحيح وتقييم الطرق التوجيهية والارشادية المتبعة لحل المشاكل السلوكية للطلاب، ، رغم ذلك حصلنا على نسخة من الدراسة وننشرها هنا لأهميتها القصوى للباحثين والمهتمين بالشأن التعليمي والاجتماعي وحتى لا يحدث سوء فهم حول الدراسة أو تجاهل لجهود وزارة المعارف حيال مواجهة السلوكيات الخاطئة للطلاب فإنا ننشر الدراسة لجميع أجزائها على حلقتين، وفيما يلي الحلقة الأولى: نسبة مجموع التكرارات في كل منطقة نسبة مجموع التكرارات في جميع المراحل للمجتمع الأصلي لكل منطقة نسبة وعدد المجتمع الأصلي لكل منطقة - أولاً: أهداف الدراسة: 1 مسح المشكلات السلوكية لطلاب المراحل التعليمية الثلاث في المناطق التعليمية محافظة جدة، والمدينةالمنورةوعسير، والرياض، والشرقية، 2 مقارنة هذه المشكلات بين المناطق التعليمية الخمس والمراحل التعليمية الثلاث، 3 معرفة برامج الارشاد المتاحة لحل تلك المشكلات، - ثانياً: أهمية الدراسة: تتركز أهمية هذه الدراسة الحالية على أساس أنها: 1 دراسة مسحية تزود أقسام التوجيه والارشاد، والجهات ذات العلاقة ببعض البيانات التي يستفاد منها في برامج التوجيه والارشاد، 2 تلقي الضوء على النسب المتباينة لبعض المشكلات السلوكية بالمناطق التعليمية سابقة الذكر، 3 توضح مقدار النسب المختلفة للمشكلات بين المراحل التعليمية الثلاث في المناطق التعليمية المذكورة، 4 القاء الضوء على الطرق التوجيهية والارشادية المتبعة لحل هذه المشكلات، - ثالثاً: التساؤلات: هذه الورقة بصدد الإجابة على التساؤلات التالية 1- ما هي المشكلات السلوكية في المراحل التعليمية الثلاث بالمناطق التعليمية: جدة، والمدينةالمنورة، والرياض، وعسير، والشرقية؟ 2- هل تختلف هذه المشكلات بين المناطق التعليمية المذكورة؟ 3- هل تختلف هذه المشكلات بين المراحل التعليمية الثلاث في المدارس التي شملها المسح بالمناطق االمذكورة؟ 4- ما هي القضايا الطلابية بمدارس التعليم العام في المناطق التعليمية )عينة الدراسة(؟ 5- هل تختلف هذه القضايا في المراحل التعلمية الثلاث؟ 6- ما هي البرامج الإرشادية المتوفرة بالمدارس لحل تلك المشكلات والقضايا؟ حدود الدراسة تقع هذه الدراسة ضمن المشكلات والقضايا بالمدارس التي شملها المسح في المناطق والمحافظات التعليمية المذكورة، * الإجراءات: * العينة: تم تحديد عينة الدراسة من 300، 180 طالب في خمس مناطق تعليمية: المدينةالمنورة، والرياض، والشرقية، وعسير، ومحافظة جدة، وذلك من 500 مدرسة من مدارس المراحل التعليمية الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية على أساس العمر من )9- 20 عاما فأكثر(، ويوضح الجدول رقم: )1( تفاصيل البيانات الخاصة بالعينة، وقد تم توحيد أعداد المدارس في جميع المناطق بغرض معرفة تباين تكرارات المشكلات السلوكية في المدارس التي شملها المسح بالمناطق التعليمية الخمس، * إجراءات جمع البيانات: تم جمع البيانات من خلال عدد من الاستمارات وزعت حسب الخطوات التالية: 1- تم إرسال استمارة نموذج )1( للمناطق والمحافظات التعليمية في جدة، والمدينة، وعسير، والرياض، والشرقية، وذلك لحصر المشكلات السلوكية وأساليب التعامل معها، بهدف جمع بيانات عن نوع المشكلات، وتكرارها، والفئة العمرية التي تحدث خلالها المشكلات، والأساليب المتبعة لحل هذه المشكلات، 2- حصر المشكلات عن طريق تحديد تكراراتها بين المدارس، كذلك حصر الأساليب الإرشادية المتبعة لحل هذه المشكلات، 3- تحديد عشر مشكلات سلوكية بناء على تكرار كل مشكلة من المشكلات الواردة في الاستمارات، من المناطق وهي: الغياب، والتأخر الدراسي، والصباحي وإهمال الواجبات، والسلوك العدواني، والسرقة، والكذب، والتدخين، والكتابة على الجدران، وقصات الشعر، )انظر الجدول رقم: 2(، 4- تم تصميم استمارة نموذج )أ،ب،ج( تم إرسالها للمناطق المذكورة لجمع البيانات، 5- تحديد خمس عشرة قضية طلابية لجميع المراحل الدراسية وفقا للتقرير المقدم في دراسة القضايا الطلابية من الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد لعام 1420ه، * مصادر جمع البيانات: لقد تم الاعتماد على عدد من المصادر لجمع المعلومات، وهي على النحو التالي: 1- سجل المواقف اليومية لدى المرشد الطلابي وذلك لملاحظة المواقف السلوكية المتكررة لدى الطلاب، 2- سجل لجنتي التوجيه والارشاد، وتعديل السلوك بالمدرسة، 3- سجل غياب وتأخر الطلاب المتكرر، 4- تعبئة الاستمارة بالتعاون بين مدير المدرسة، والمرشد الطلابي أو القائم بعمله، واثنين من لجنة التوجيه والارشاد، وآخرين من لجنة رعاية السلوك، ورائد النشاط، 5- أمكن الحصول على بيانات القضايا الطلابية الخمس عشرة من دراسة قضايا طلاب المدارس لجميع المراحل الدراسية والمقدمة في تقرير الإدارة العامة للتوجيه والارشاد لعام 1420/ 1421ه، * مصطلحات الورقة: هناك عدد من المصطلحات الواردة في الورقة نرى ضرورة تعريفها على النحو التالي: * أولا: المشكلات السلوكية: وهي المشكلات التي تحدث للطلاب بصفة متكررة ومسجلة لدى المرشد الطلابي، كما نورد تعريفا للمشكلات السلوكية التي وردت في الورقة حسب التالي: 1- الغياب: يشير الغياب لتكرار عدم حضور بعض الطلاب للمدرسة بدون عذر لدرجة ملفتة لانتباه المعنيين بالتعليم داخل المدارس التي شملها المسح، 2- التأخر الصباحي: ويعني ذلك التكرار في تأخر بعض الطلاب عن الحضور مبكرا للمدارس التي شملها المسح، 3- التأخر الدراسي: إشارة للتكرارات الدالة على مجموعة الطلاب الذين حصلوا على درجات متدنية في نصف المواد فأكثر، 4- إهمال الواجبات: وهو إشارة لتكرار إهمال أو عدم حل بعض الطلاب لواجباتهم المدرسية التي يكلفون بها من قبل معلميهم لادائها في المنزل، 5- السلوك العدواني: وهو السلوك الذي يصدر بقصد من بعض الطلاب بشكل متكرر وملفت للانتباه داخل المدارس التي شملها المسح، حيث يتبدى هذا السلوك على هيئة مضاربات بين الطلاب، أو إتلاف ممتلكات الآخرين، كممتلكات المدرسة أو التلفظ بالكلمات النابية، 6- السرقة: هي السلوك الذي يتعمده بعض الطلاب لاختلاس ممتلكات الآخرين داخل المدرسة، كسرقة النقود، أو الأقلام، أو الدفاتر، وخلافه، 7- قصات الشعر: وتشير لقيام بعض الطلاب بقص شعور رؤوسهم بطريقة متكررة وغير مناسبة للعادات والأعراف الاجتماعية للمجتمع الذي ينتمي إليه هؤلاء، 8- الكتابة على الجدران: وهي نوع من السلوك المنافي لآداب المجتمع، والمنافي ايضا لاحترام الآخرين، إذ يظهر هذا السلوك من خلال الكتابة على جدران دورات المياه الداخلية، أو على جدران الفصول، أو على أسوار المدرسة، 9- التدخين: هو سلوك متكرر يصدر من بعض الطلاب داخل المدارس التي شملها المسح، أو بالقرب منها خارج أسوارها، 10- الكذب: يشير إلى بعض الطلاب الذين يتعمدون إخفاء الحقيقة عن معلميهم أو مديري ووكلاء مدارسهم، أو مرشديهم، أو زملائهم أو أولياء أمورهم، * ثانيا: القضايا الطلابية: وهي تلك المشكلات السلوكية التي صدر بحق أصحابها حكم شرعي، والواردة للإدارة العامة، لأقسام التوجيه والإرشاد بإدارات التعليم من قبيل: السرقة المتعمدة، وفعل الفاحشة، والاعتداء على الطالب والمعلم، وحمل الأدوات الحادة والسلاح، * الأساليب الإحصائية المتبعة: استخدم في هذه الورقة التوزيع التكراري والنسب المئوية كعمليات إحصائية لتحليل المشكلات السلوكية والقضايا الطلابية بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، كذلك بين المراحل التعليمية الثلاث، عرض النتائج وتحليلها أولاً : نتائج دراسة المشكلات السلوكية: الغياب : يوضح الجدول رقم )2( أن نسبة مشكلة الغياب لدى طلاب محافظة جدة هي الأعلى )3، 66%(، وتأتي هذه النسبة في المرتبة الأولى من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، أما بقية نسب المناطق فتأتي تنازليا على النحو التالي: الشرقية )1، 13%(، الرياض )1، 8%(، عسير )5، 6%(، المدينةالمنورة )0، 6%(، والملاحظ ان تكرار مشكلة الغياب في محافظة جدة )5147( تشكل حجما بنسبة )6، 13%( من المجتمع الأصلي )37729( في نفس المحافظة، وهي بالتالي، تشكل مشكلة موجودة بين الطلاب في نفس المحافظة، وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية، فيتضح من الجدول ذاته، ان نسبة تكرار مشكلة الغياب مرتفعة في المرحلة المتوسطة )6، 46%(، مقارنة بالأدنى في المرحلة الابتدائية )2، 20%(، وتأتي بينهما المرحلة الثانوية بنسبة )3، 33%( وهي أقرب للمرحلة المتوسطة منها للابتدائية، وربما يعود هذا التباين الى التغيرات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر خلال مرحلة المراهقة التي يتميز بها المراهقون خلال المرحلة العمرية بين 12- 15 عاما وهي الفترة الموازية تقريبا للمرحلة المتوسطة، أما بالنسبة لطلاب المرحلة الابتدائية فهم أكثر انضباطا في حضورهم للمدرسة نتيجة للإشراف والمتابعة من الأسرة والمدرسة، إهمال الواجبات: يوضح الجدول رقم )3( ان نسبة مشكلة إهمال الواجبات لدى طلاب محافظة جدة هي الأعلى )4، 65%( وتأتي هذه النسبة في المرتبة الثانية من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، أما بقية نسب المناطق فتأتي تنازليا على النحو التالي: الشرقية )9، 15%(،، المدينة )9، 6%(، عسير )3، 6%(، الرياض )5، 5%(، والملاحظ إن تكرار مشكلة إهمال الواجبات في محافظة جدة )3443( تشكل حجماً بنسبة )1، 9%( من المجتمع الأصلي )37729( في نفس المحافظة، وهي بالتالي، تشكل مشكلة موجودة بين الطلاب في نفس المحافظة، ولعل سبب وجود مشكلة إهمال الواجبات يعود، بشكل عام، إلى ارتفاع مشكلة الغياب كما اتضح بالجدول )2(، وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية، فيتضح من الجدول ذاته، إن نسبة تكرارات مشكلة إهمال الواجبات مرتفعة في المرحلة المتوسطة )9، 57%(، مقارنة بالأدنى في المرحلة الابتدائية )8، 20%(، وتأتي بينهما المرحلة الثانوية بنسبة )2، 21%( وهي أقرب للمرحلة الابتدائية منها للثانوية، وفيما يتعلق بالتباين بين المراحل التعليمية في مشكلة إهمال الواجبات، ولعل الفترة العمرية )13- 15عاما( يكون فيها طالب المتوسطة بشكل عام متميزاً بكثرة نشاطه وتكوين الصداقات كدالة على نمو التطور الاجتماعي كمتطلب نفسي واجتماعي خلال المراهقة المبكرة، ومن الملاحظ ميدانيا بشكل عام أيضا، قد يهمل طالب المرحلة المتوسطة في واجباته المدرسية بسبب الالتهاء لفترات طويلة بالأنشطة الترفيهية المختلفة، الكذب: يوضح الجدول رقم )4( أن نسبة مشكلة الكذب لدى طلاب محافظة جدة هي الأعلى )9، 63%(، وتأتي هذه النسبة في المرتبة الثالثة من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، أما بقية المناطق فتأتي تنازليا على النحو التالي: الرياض )1، 13%(، عسير )0، 13%(، المدينةالمنورة )0، 10%(، والشرقية )0، 0%( القيمة صفر ويعزى ذلك؛ الى عدم ذكر أية بيانات إحصائية تتعلق بهذه المشكلة من قبل المدارس، والملاحظ إن تكرار مشكلة الكذب في محافظة جدة )818( تشكل حجما بنسبة )20، 2%( من المجتمع الأصلي )37729( في نفس المحافظة، وهي بالتالي، لا تشكل مشكلة كبيرة بين الطلاب في نفس المحافظة، ومن خلال الملاحظات الميدانية، يتضح أن من أسباب مشكلة الكذب: إرضاء الآخرين بهدف انسجام أو استمرار العلاقات الاجتماعية، والى الخوف من العقاب، وتعلم الكذب عن طريق القدوة، وضعف الوازع الديني، وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية، فيتضح من الجدول ذاته، ان نسبة تكرار مشكلة الكذب مرتفعة في المرحلة المتوسطة، )5، 55%(، مقارنة بالأدنى في المرحلة الثانوية )3، 15%(، وتأتي بينهما المرحلة الابتدائية بنسبة )2، 29%( وهذه النسبة تقع في درجة متوسطة بين المرحلتين السابقتين، قصات الشعر: يوضح الجدول رقم )5( ان نسبة مشكلة قصات الشعر لدى طلاب محافظة جدة هي الأعلى )4، 54%( وتأتي هذه النسبة في المرتبة الرابعة من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، أما بقية نسب المناطق فتأتي تنازليا على النحو التالي: المدينةالمنورة )2، 23%(، الرياض )1، 17%(، الشرقية )3، 4%(، عسير )0، 1%( والملاحظ إن تكرار مشكلة قصات الشعر في محافظة جدة )1208( تشكل حجما بنسبة )2، 3%( من المجتمع الأصلي )37729( في نفس المحافظة، وبشكل عام، يمكن تفسير مظاهر قصات الشعر لدى بعض الطلاب على أساس محاكاة النماذج التي تمثل مصدر إعجاب لديهم، وقد يلعب الإعلام الفضائي دورا في هذا الخصوص، وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية، فيتضح من الجدول ذاته، إن نسبة تكرارات مشكلة قصات الشعر مرتفعة في المرحلة المتوسطة )9، 49%(، مقارنة بالأدنى في المرحلة الابتدائية )1، 12%(، وتأتي بينهما المرحلة الثانوية بنسبة )0، 38%( وهذه النسبة تقترب من المرحلة المتوسطة منها الى المرحلة الابتدائية، إضافة للأسباب السابقة الخاصة بهذه المشكلة، فإنه قد تلعب السمات الانفعالية لدى طلاب المرحلة المتوسطة، باعتبارهم في مرحلة مراهقة مبكرة، دورا مهما في اتباع قصات شعر معينة تناسب الموضة المنتشرة بين فئات المراهقين، كذلك بسبب أن المراهق في هذا العمر لم ينضج بعد ليتخذ النموذج المناسب له ليقارن أي النماذج المناسبة وأيها غير ذلك، ولهذا السبب، وعلى أساس زيادة النضج في المرحلة الثانوية، إلى حد ما، نجد الطالب بالثانوية أقدر، نسبيا، على الاختيار، وبالتالي التوافق مع العرف والتقليد الاجتماعيين بطريقة أكثر انسجاما، وفيما يتعلق بالنسبة للمرحلة الابتدائية، فقد تعود للمراقبة الأسرية، وتمكن المراقبة المدرسية من ضبط سلوك الأطفال في هذا السن، التأخر الدراسي: يوضح الجدول رقم )6( ان نسبة مشكلة التأخر الدراسي لدى طلاب محافظة جدة هي أعلى )0، 52%(، وتأتي هذه النسبة في المرتبة الخامسة من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، أما بقية نسب المناطق فتأتي تنازليا على النحو التالي: الشرقية )4، 25%(، المدينةالمنورة )5، 18%(، الرياض )9، 3%(، وعسير )3، 0%(، والملاحظ ان تكرار مشكلة التأخر الدراسي في محافظة جدة )3696( تشكل حجما بنسبة )8، 9%( من المجتمع الأصلي )37729( في نفس المحافظة، وهي بالتالي، تشكل مشكلة موجودة الى حد ما بين الطلاب في نفس المحافظة، ولعل سبب وجود هذه المشكلة يرجع، عموما، إلى ارتفاع مشكلة الغياب وإهمال الواجبات )انظر الجدولين 2، و3(، وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية فيتضح من الجدول ذاته، إن نسبة تكرارات مشكلة التأخر الدراسي مرتفعة في المرحلة الثانوية )5، 45%(، مقارنة بالأدنى في المرحلة الابتدائية )0، 16%(، وتأتي بينهما المرحلة المتوسطة بنسبة )5، 38%( وهذه النسبة تقترب من المرحلة الثانوية منها الى المرحلة الابتدائية، وقد يفسر هذا التباين أنه طبيعي، حيث نجد ان مشكلة التأخر الدراسي تكون واضحة في المرحلة الثانوية أكثر من المرحلة الابتدائية حيث يتوفر للطالب في هذه المرحلة المساعدة والمتابعة من قبل الأسرة والمدرسة وتقل هذه المتابعة في المرحلة الثانوية إضافة إلى كثافة المناهج، كذلك تجدر الإشارة الى أنه في هذه السنوات الأخيرة ظهرت ظاهرة تعمد الرسوب والإعادة للحصول على تقديرات أعلى لضمان القبول بالجامعات، وقد أكدت دراسة ظاهرة تعمد الرسوب بين طلاب الصف الثالث الثانوي، إذ بلغت نسبة الراغبين في الاعادة لرفع معدلاتهم من هؤلاء الطلاب 44، 97% )قسم التوجيه والارشاد - تعليم الشرقية 1418ه(، التأخر الصباحي: يوضح الجدول رقم )7( أن نسبة مشكلة التأخر الصباحي لدى طلاب محافظة جدة هي الأعلى )7، 48%(، وتأتي هذه النسبة في المرتبة السادسة من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، أما بقية نسب المناطق فتأتي تنازليا على النحو التالي: الشرقية )9، 27%(، الرياض )8، 12%(، عسير )6، 10%(، والمدينةالمنورة )0، 0%( وذلك لعدم ذكر المصدر أي بيانات إحصائية تتعلق بهذه المشكلة، والملاحظ أن تكرار مشكلة التأخر الصباحي في محافظة جدة )3807( تشكل حجما بنسبة )1، 10%( من المجتمع الأصلي )37729( في نفس المحافظة، ومن الملاحظ من نسب تكرارات مشكلة الغياب )3، 66%(، وإهمال الواجبات )4، 65%(، والتأخر الدراسي )0، 52%( يتضح أنها متقاربة مع نسبة مشكلة التأخر الصباحي )7، 48%( في محافظة جدة، لأن هذه المشكلات متعلقة بالجانب التعليمي أو التحصيلي، وهذا ما قد يفسر لنا أن ارتفاع أي نسبة من هذه المشكلات يؤدي لارتفاع النسب الأخرى، وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية، فيتضح من الجدول ذاته، ان نسبة تكرارات مشكلة التأخر الصباحي مرتفعة في المرحلة المتوسطة )1، 46%(، مقارنة بالأدنى في المرحلة الابتدائية )8، 14%(، وتأتي بينهما المرحلة الثانوية بنسبة )1، 39%( وهذه النسبة أقرب إلى نسبة المرحلة المتوسطة منها الى المرحلة الابتدائية، الكتابة على الجدران: يوضح الجدول رقم )8( أن نسبة مشكلة الكتابة على الجدران لدى طلاب منطقة الرياض هي الأعلى )6، 41%(، وتأتي هذه النسبة في المرتبة السابعة من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، أما بقية نسب المناطق فتأتي تنازليا علي النحو التالي: محافظة جدة )3، 24%(، المدينةالمنورة )6، 15%(، عسير )5، 15%(، والشرقية )0، 3%( والملاحظ ان تكرار مشكلة الكتابة على الجدران في منطقة الرياض )454( تشكل حجما بنسبة )3، 1%( من المجتمع الأصلي )33770( في نفس المنطقة، ويمكن تفسير الكتابة على الجدران من قبل الطلاب على أساس الرغبة في التعبير عن الذات لإشباع أكثر من دافع، وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية، فيتضح من الجدول ذاته، أن نسبة تكرارات مشكلة الكتابة على الجدران مرتفعة في المرحلة المتوسطة )8، 45%(، مقارنة بالأدنى في المرحلة الابتدائية )6، 22%(، وتأت بينهما المرحلة الثانوية بنسبة )5، 31%( وقد تعكس هذه النسب الحالة النفسية والانفعالية للطالب في المرحلة المتوسطة باعتبار هذه المرحلة هي بداية مرحلة المراهقة وما يصاحبها من تغيرات فسيولوجية ونفسية واجتماعية تؤثر على سلوك الطالب، ويزداد الطالب نضجاً كلما تقدم به العمر، السلوك العدواني: يوضح الجدول رقم )9( أن نسبة مشكلة السلوك العدواني لدى طلاب منطقة الرياض هي الأعلى )2، 35%(، وتأتي هذه النسبة في المرتبة الثامنة من حيث المشكلات بين المناطق والمحافظات التعليمية التي شملها المسح، أما بقية نسبة المناطق فتأتي تنازليا على النحو التالي: عسير )6، 19%(، الشرقية )7، 18%(، المدينةالمنورة )7، 14%(، ومحافظة جدة )8، 11%( والملاحظ ان تكرار مشكلة السلوك العدواني في منطقة الرياض )1972( تشكل حجما بنسبة )8، 5%( من المجتمع الأصلي )33770( في نفس المنطقة، وبالنسبة للتباين بين المراحل التعليمية، فيتضح من الجدول ذاته، أن نسبة تكرارات مشكلة السلوك العدواني مرتفعة في المرحلة المتوسطة بنسبة )9، 44%(، مقارنة بالأدنى في المرحلة الثانوية )5، 17%(، وتأتي بينهما المرحلة الابتدائية بنسبة )5، 37%( وهذه النسبة أقرب إلى نسبة المرحلة المتوسطة منها إلى المرحلة الثانوية، وقد يكون سبب ذلك هو أن طلاب المرحلة المتوسطة ما زالوا في بداية المراهقة، وبالتالي فإن الحدة الانفعالية واردة في تصرفاتهم، كالغضب لأتفه الأسباب، والاعتداء على الآخرين أو على ممتلكاتهم، كما ترجع هذه المشكلة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية إلى انخفاض معدل الضبط الذاتي لدى الطفل في التحكم في تصرفاته الانفعالية بما في ذلك العدوان، أما طلاب المرحلة الثانوية ولأنهم وصلوا لمرحلة أكثر انضباطا؛ فهم بالتالي أقدر على ضبط سلوكهم الانفعالي أمام المثيرات المحرضة على العدوان، ، للموضوع بقية