أعلم أن الكثير من الهلاليين لم يكترث كثيراً لخروج الفريق الهلالي من كأس ولي العهد وهي التي كانت في متناول لاعبيه قبل وأثناء اللقاء وحتى خلال الضربات الترجيحية.. لكن من لا يتعلم من الدروس ويعلم لماذا خرج فإنه لن يستفيد من هذا الخروج. في لقاء الأسبوع الماضي حذَّرت الهلاليين من المغامرة الهجومية أمام الاتحاد.. وقلت بالحرف الواحد إن المغامرة الهجومية التي كانت أمام الصفاقسي يجب ألا تتكرر في مباراة كؤوس.. واستشهدت بلقاء الهلال أمام الأهلي. لكن ماذا حدث خلال المباراة.. نفس ما توقعته جرى حتى والهلال متقدم بهدفين.. فالمدرب الهلالي اتضح أنه يتعلم التدريب في الفريق الهلالي.. فهو مدرب )متهور( ومتعجل يفتقد القدرة على التعامل مع المباريات وقراءتها بشكل جيد.. فما أن مضى عشر دقائق من الشوط الثاني حتى بادر الى التغييرات العشوائية التي يلجأ اليها عند إصابة مرماه بهدف.. فأخرج توليو أفضل من يواجه الكرة في الهجمات المعاكسة على فريقه وأشرك المسعري.. وبعد الهدف الثاني واصل اللعب الهجومي وبأسلوب الهجوم الضاغط الذي مارسه طوال الشوطين.. وهذا يتنافى مع قدرة إفراد فريقه اللياقية والإرهاق الكبير الذي يعاني منه اللاعبون بعد النخبة.. وظل يلعب في ملعب الخصم طوال الشوط الثاني حتى شاهدنا الدوخي والنزهان يلعبان كجناحين والغامدي داخل منطقة جزاء الخصم فضلا عن ثلاثة رؤوس حربة دفع بهم سوزيتش دون مبرر.. وكان واضحاً أن الهلال سيستقبل هدفاً في أي لحظة وسط الاندفاع الكبير للهلاليين بحثاً عن المزيد من الاهداف وبطريقة مشابهة لطريقة الفرق المتأخرة بهدفين أو أكثر.. ولو كان لدى الفريق مدرب عاقل أو إداري محنك لما سمح بهذه المغامرة وأعاد لاعبيه لملعبهم وثبت الظهيرين في الخلف واستغنى عن احد المهاجمين بلاعب وسط.. وهذا سيصعب من مهمة الاتحاد ويفتح الدفاع الاتحادي المكثف الذي واجه الهجمات الهلالية داخل منطقته... وإذا اضفنا إلى ذلك قدرة الهلاليين على تطبيق أسلوب الهجمات المعاكسة لأدركنا إمكانية تسجيل هدف أو اثنين من خلالها.. اضافة إلى تركه لأفضل لاعبي الاتحاد محمد نور وسيرجيو دون رقابة خصوصاً بعد ان سهل أوسكار من مهمة الهلاليين بإخراج افضل عناصره الهجومية.. اليامي وأبوشقير.. وهو ما سمح للاتحاد بإحراز هدف التعادل وإهدار اهداف اخرى. إذاً.. الهلال دون مدرب فعلي.. يمكن ان يفيد الفريق داخل الملعب وهو ما اتضح جلياً في طهران وجاء الفوز الهلالي الكبير على الأهلي ليغطي شيئاً من فشل المدرب.. ثم جاءت بطولة النخبة التي لم يقدم خلالها الفريق ما يستحق معه انصاف المدرب أو الاشادة بعمله.. حيث كان لجهود سمو رئيس النادي الدور الأبرز في تحقيق اللقب مع لاعبي الفريق.. لكن الرئيس لن يكون مدرباً في كل الظروف والأحوال ليكون ذلك كافياً لتحقيق البطولات.. خلاصة القول.. ترك الهلاليين لسوزيتش يتعلم هكذا.. وفي مباريات مصيرية سيدفع الهلال ثمنه ويخرج من الموسم دون بطولة محلية وهو ما توقعته أيضا قبل النخبة. ويبقى للهلاليين لقاءا النصر وهما سلاح ذو حدين فإما ان يخرج الفريق على يد منافسه وإما أن ينجح في تجاوزه وبالتالي استنزاف الفريق ولاعبيه قبل النهائي الذي سيكون امام احد الفريقين الكبيرين الأهلي أو الاتحاد. وربما اكتفى الفريق بذلك دون ان يعمل حساباً للمباراة النهائية وهو ما حدث بالفعل امام الاتحاد في موسم 1417ه.. حين اخرج الهلاليون النصر وخسروا النهائي أمام الاتحاد صفر/2. أخيراً.. مشوار الهلال صعب جداً وكان يمكن ان يكون عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.. وإن كنا لا ننسى المجهود الجبار لنجوم الفريق وتفوقهم على الظروف التي واجهتهم لولا عدم توفيق الله لهم وعدم وجود التدخل الفني صاحب الدور الأكبر من وجهة نظري في تحقيق الفريق للبطولات. خسارة الكرة السعودية بإصابة النجم الكبير والخلوق نواف التمياط تخسر الكرة السعودية ممثلة بالمنتخب الوطني قبل الهلال خدمات نجم كبير ولاعب ينتظره مستقبل باهر وهو يعيش افضل حالاته الفنية.. بل ان الهلال والمنتخب معاً يكونان خسرا احد أهم الاسلحة في مونديال اندية العالم وتصفيات كأس العالم المقبلة. فغياب النجم الكبير بلا شك خسارة لايمكن تعويضها وكان سيكون أحد أهم اسباب تفوق الهلال والمنتخب في المشاركات القادمة. وإصابة نواف المؤسفة هي استمرار للإصابات البليغة التي تعرض لها نجوم عديدون على هذا الاستاد مما يعيد فتح ملافات أرضية الملعب وأهمية النظر لها بجدية لحماية نجومنا الآخرين.. ففي نفس المكان تقريباً أصيب فهد المهلل وفؤاد أنور وجاسم هويدي وحسين المسعري.. وبكل تأكيد فإن هذا لايمكن أن يكون صدفة فقط أو سوء حظ.. وإذا ما لاحظنا أرضية الملعب ونوعية العشب فإن ذلك سيجلعنا نطالب بالفعل في تحسينها فور نهاية الموسم وإعادة صيانتها بشكل جذري.. وسواء كانت الاتهامات صحيحة أم لا فإن تحسينها هو مطلب ملح طالما نحن نسعى للأفضل! إلى اللجنة الفنية تابعت الاحاديث الصحفية التي أدلى بها رئيس اللجنة الفنية الأستاذ ماجد الحكير والجهود التي يبذلها مع أعضاء اللجنة لبرمجة المسابقات المحلية وإعادة تنظيمها بشكل يمنح الأندية واللاعبين ومدربيهم الوقت الكافي لتقديم ما لديهم دون ضغط وإرهاق تسبب في ملل الجميع وأبعد الجماهير عن المدرجات. الملاحظة الأبرز في المواسم الماضية والتي أتمنى ان تتلافاها اللجنة هي تأخر بدء الدوري وتنظيم مسابقة كأس الاتحاد وكأس الأمير فيصل يرحمه الله في فترة طويلة جداً مما يؤثر على الدوري.. فلا بأس من ضغط كأس الاتحاد على ان تقام مباريات الدوري في نهاية الأسبوع.. فكأس الاتحاد تلعبها الأندية بالبدلاء.. وهؤلاء يمكن ان يرتاحوا بعد عودة الدوليين.. ولذلك أتمنى أن يراعى هذا الأمر وأن تقتصر فترة الاجازة الطويلة في العادة على شهر ونصف فقط.. وهو ما تعمل به معظم الدول.. وذلك بدلاً من إجازة الثلاثة الأشهر وأكثر المطبقة لدينا. لمسات عند بدء إشراف الفرنسي سوزيتش على الهلال طبق استراتيجية متوازنة بين الدفاع والهجوم ومنح الاهتمام الأكثر للتنظيم الدفاعي.. وعند عودة الدوليين أصبح يسير حسب الظروف وكما يريد اللاعبون والجمهور.. باستثناء لقاء الاهلي.! بعد نهاية الموسم سيبدأ الهلاليون البحث من جديد عن مدرب جديد.. وأكثر ما يخشاه الهلاليون ان يكون عقده ايضا لكأس العالم فقط ومن ثم البحث عن مدرب آخر وهكذا.. في حين ان الاستقرار هو أحد اسباب النجاح. أمام كل الاتهامات التي واجهها الهلاليون.. ها هم يكرمون النصر وبشكل حضاري أكد الفارق الفعلي بين الطرفين. خروج الهلال دون بطولة محلية.. يعني انتهاء المشاركات الخارجية )تقريباً( في الموسم بعد القادم.. في حين ان خروج النصر يعني ابتعاده لسنوات عن المشاركات الخارجية. النجم الخلوق صالح الصقري.. ذهب ضحية تساهل الدخيل في الشوط الأول! أوسكار صنعه الهلاليون وجعلوا منه مدرباً وهو العاطل في بلاده.. لكنهم ايضا أسقطوه مع الشباب وأعادوه مجدداً للمقاولات.. ولذلك لا نستغرب تصريحاته المستهجنة ضد الهلال! أؤيد وبشدة دعوة زميلي الاستاذ عبدالله العجلان الى إجراء فحوصات طبية لفرق المربع الذهبي.