لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على أرض الجزيرة العربية باختيارها دليل الطهارة ورمز النقاء وأنموذج النخبة الصافية منذ الأزل وإلى الأبد إن شاء الله. فهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالات وفيها البيت العتيق إليه تهوى القلوب وإليه يتجه المسلمون في صلواتهم وإليه يفد الملايين في كل عام من الحجاج والعمار. وفي العصر الحديث قيض الله لهذه الأرض (عبدالعزيز رحمه الله) الذي صنع دولة حديثة قوامها الشرع ودستورها القرآن ونظامها قيم الإسلام الخالدة فقامت شامخة أبية فرضت وجودها بين الأمم المتقدمة، ولعل أهم ما نفاخر به أمام الآخرين أننا في ظل تسارع حركة البناء المتطورة الحديثة حافظنا على الشخصية العربية الإسلامية في كل قطاعات واهتمامات الدولة وأهمها وأغلاها الإنسان السعودي، وطالما هذه حالنا بحمد الله فلا غرو ان تهتم حكومتنا الرشيدة بدستورها العظيم (القرآن الكريم) الذي لقي عناية ورعاية واهتماماً في ظل دعم ولاة الأمر أعزهم الله والأدلة شاهدة أولها العمل بمنهجه القويم، وإنشاء مجمع الملك فهد للمصحف الشريف في المدينةالمنورة بطباعته وتوزيعه في جميع أنحاء العالم وإنشاء المدارس والمعاهد والكليات المتخصصة في علومه ورعاية ودعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في ربوع البلاد، والمسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم التي تعقد في كل عام بمكة المكرمة وغيرها الكثير بحمد الله. ولعلي أشير بإعزاز الى جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، هذه الجائزة التي دللت على الاهتمام بالجانبين الديني والإنساني كونها محرك عمليات البناء الوجداني والمادي وهما أساس تشكيلات الحياة المعاصرة. وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض له حفظه الله من الاسهامات والأعمال والأفعال في مجالات الخير والبر والاحسان ما تعجز عنه الأقلام لوصفها أو حتى ذكرها بل يكفينا فخرا ذكر محاسن هذه الجائزة العظيمة بمرادها.. الفاضلة بنتائجها حيث أحدثت نقلة تربوية في هذا المجال العظيم.. إنها دافع كبير لأبنائنا وبناتنا لتحفيزهم وتشجيعهم لحفظ القرآن الكريم ليكون حرزهم الأمين وداعما لرقي حياتهم في الدنيا والآخرة. كما نشير الى شمولية الجائزة على مساحة المملكة قاطبة وهذا فضل كبير ندعو لسمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ان يكون ذلك في ميزان حسناته وأن يثيبه الأجر العظيم بقدر ما قدم ويقدم لأمته ودينه وبلاده والمسلمين عامة تحت توجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد وسمو سيدي النائب الثاني حفظهم الله جميعا لخدمة الإسلام والمسلمين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..