نقطة بدء الحكاية: استهلاك وجداني محفوف بالتضجر من اية ممارسة تمس فضاء التربية أو تعيق مسيرة العطاء التعليمي لدى آل التدريس.. ولا غرو فهم أهل رسالة.. وأصحاب امانة.. وأيما امانة.. وهم القائمون بتشكيل ملامح التربية في أذهان النشء.. وما برموا من حمل وقود الفكر ومخ، ون الثقافة في رحلة إعداد الجيل النافع. وليس ثمة حرج في قراءة متأنية لديار النصف الآخر.. أعني مجتمع المعلمات اللواتي كثيراً ما يجدن أنفسهن أمام معادلات معتادة مثقلة بالألم والحيرة ت، رع ألف سؤال وتثير الف جدال!!.. وتظل الواحدة منهن تفتش عن ملامح جواب.. تبحث عن صدى خطاب.. ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة!!. ادرك ان رئاسة تعليم البنات وهي الجها، التربوي الفاعل لا تألو جهدا في رصد ظواهر الميدان وتقديم الرؤية الملائمة ومعالجة مستجدات الموقف التعليمي.. وأج، م ان الرئاسة لن تمنح معلماتها دوائر تعاسة!. ولكن أتمنى ان يتسع صدر المسؤولين في الرئاسة أمام بعض الوقفات بحثاً عن إضاءات: أولاً: النقل : ها قد بدأت استمارات النقل تتقاطر إلى المدارس.. وشرعت جموع المعلمات بتدوين الرغبات.. في مشهد موسمي مألوف مسكون بالتوجس والترقب تحت مظلة القلق والانتظار الصعب.. النقل هاجس متوهج.. دائرة لها خطوطها العريضة.. لغتها المشحونة بمفردات التوتر.. أجوائها المليئة بالتساؤل.. وبخاصة معلمات المناطق النائية اللواتي لا، لن يأملن من الرئاسة وضع آلية منصفة لحركة النقل تراعي ظروفهن وتمنحهن م، يداً من عناصر الموضوعية مع الاستفادة من تجارب السنوات السابقة.. لابد من رسم منهج واضح ذي اطار معروف.. وتفعيل معطيات الحاسب الآلي تضع المعلمة أمام قناة عادلة ذات معايير دقيقة «مدة الخدمة وتاريخ المباشرة» ومن هنا تبدو حركات النقل في و، ارة المعارف اكثر نضجاً ودقة.. بل وخصوصية.. ثم متى تنتهي الاسطوانة المشروخة.. أقصد «البديلة».. فالنقل يظل معلقاً بحبل ايجاد البديلة!! حقاً لقد سئمت المعلمة المنقولة من الع، ف على هذا الوتر.. وتستمر «الرحلة الطويلة في البحث عن بديلة!!» وهي رحلة تذكرك بمغامرات السندباد.. والامل كبير في ان تقوم الرئاسة بمنعطف ايجابي يذيب حبيبات التوتر التي عادة ما تظهر في ساحة النقل.. وبالتالي يتخلص ولي امر المعلمة من الحرج الذي يصاحبه وهو يتردد على مبنى شؤون المعلمات وقد يجد من بعض موظفيها من لا يفقه أبسط آداب الحوار ولا يحمل شيئاً من مبادئ العلاقات الإنسانية ليجد ولي الأمر نفسه على ضفاف الاستجداء لذا لابد من وضع معايير النقل وضوابطه مع الرغبات أمام المعلمة في استمارة النقل لتحقق حركة نقل عادلة حتى في تنقلات المدارس الداخلية حتى لا يهضم حق بعضهن.. بعيداً عن الارتجالية والفردية.. نعم في حركات النقل الداخلي يجب تطبيق ضوابط منصفة لأن للنقل أبعاداً نفسية لدى المعلمات تؤثر في عطائهن.. ولاسيما حينما تدرك المعلمة انها الأحق بالنقل من «غيرها»!. ثانياً: تباين أنصبة المعلمات من الحصص بين مدرسة وأخرى أو بين تخصص وآخر.. فمنهن القابعة تحت ركام من الحصص والمسترخية بثلاث حصص!! وعبر مطالعة عابرة للجداول المدرسية للمعلمات نجد اختلاف عدد الحصص بطريقة ملفتة للنظر، فالتخصص واحد وهذه معها عشرون حصة والأخرى في مدرسة ثانية لديها عشر حصص بالرغم من عدم وجود ندب في المدرستين!! هل المسألة تعتمد على الحظ أم الصدفة؟ بل ربما حمل التخصص نوعاً من العقاب للمعلمة بحيث تنوء معلمات تخصص وتتمتع معلمات تخصص آخر.. لذا لابد من تو، يع المعلمات بين المدارس بطريقة متوا، نة.. ثم انه ليس من العدل ان تظل المعلمة القديمة هي المستأثرة.. بينما تبقى معلمة البند مثقلة بالمسؤوليات المدرسية. ثالثاً: جميل ان تقوم الرئاسة بمحاولة جادة لقراءة الابعاد التربوية لمكاتب الإشراف النسائية.. لمعرفة مدى نجاها ومواكبتها لمستجدات المرحلة التعليمية وقدرتها على أداء دورها التربوي على أكمل وجه باعتبارها وحدة تربوية هامة يتطلبها الميدان وتقتضيها المصلحة التعليمية.. ومع ذلك يستغرب البعض تلك العلاقة المتوترة التي تبدو بين مجتمع المعلمات ومكاتب الإشراف.. ربما لحدة بعض المشرفات وع، فهن الدائم على وتر النظام واخضاع المعلمات لروتين صارم وقسوة نظامية حادة تلاحق المعلمة حتى في «لون ال، ي المدرسي»!! وربما اغلقت المشرفة التربوية ابواب الحوار أمام المعلمة التي تكتفي بدور المستمعة.. المنصتة.. دون ان يفتح لها المجال لتبدي رأياً او تقدم وجهة نظر!! لتذوب شخصية المعلمة في دائرة النظام المدرسي الصارم.. وعجباً من مشرفات يبتعدن عن محاورة المعلمات في أدوات التربية وينصرفن إلى قضايا هامشية شكلية.. وما اروع المشرفة حينما ترسم منهجا اخويا مع المعلمة يقوم على الموضوعية والحوار الهادف والتواصل الذي يخدم المادة العلمية وينهض بأدوات التربية لتقف المعلمة فوق ارضية صلبة.. ثم انه لابد من فتح المجال للكفاءات الشابة لدخول مكاتب الإشراف إدارة وميدانا بدل ان يظل حكراً على اسماء معينة.. وهل من تفسير لاحجام المعلمات عن دخول الإشراف بحيث تتم سعودة المشرفات من جهة وفتح المجال للتجديد من جهة اخرى لتبدو مكاتب الإشراف قادرة على احتواء أبعاد العملية التربوية بكافة صورها. رابعاً: حينما نتفق بأن التجديد والتغيير عنصران فاعلان في الميدان التربوي فما المانع من استفادة الرئاسة من تجربة و، ارة المعارف في تغيير مديرات المدارس وفق حركة تناسبهن بحيث لا تبتعد الواحدة منهن عن موقع مدرستها فتختار مدرسة قريبة.. هل يعقل ان تبقى المديرة في مدرستها حتى التقاعد!! هناك ايجابيات كثيرة في التغيير.. بل من شأنه تحريك الركود والجمود في المدارس واضفاء طابع الحيوية والنشاط في آفاقها وفيه أيضاً تبادل خبرات ونقل تجارب فيما بين المدارس.. مع ضرورة اعطاء مديرة المدرسة صلاحيات تمكنها من تفعيل المتطلبات المدرسية.. إضافة إلى اقامة دورات لمديرات المدارس ومساعداتها لتعريفهن بالمسؤوليات وت، ويدهن بطرق الإدارة المدرسية وفنونها.. وفق الله تعالى الجميع لما فيه الخير.. محمد بن عبدالع، ي، الموسى