أفجعني ذلك الخبر وأحزنني بشدة.. حزنت لمقتل الكاتبة الصحفية «هداية السالم» إحدى القيادات في مجال الصحافة الكويتية.. فما كان لمثلها أن يذهب دمه هدراً هكذا وما كنا أبداً نتوقع لها مثل تلك النهاية المأساوية! سمعت الخبر في البداية فظننت أن هناك لبساً أو أن من نقل الخبر إلى مسامعي لم يكن متأكداً فمن يجرؤ على مثل هذا الفعل..؟! من يجرؤ أن يضع حداً لحياة إنسانة.. امرأة خليجية عربية كان سلاحها الكلمة والرأي لا أكثر من ذلك؟! ورغم أنني لم أكن أقرأ وأتابع بدقة وبشكل مستمر كل ما كانت تكتبه هداية السالم.. إلا أنني في الوقت ذاته أرفض (وأنا على يقين بأن هذا هو شعورنا جميعاً) أرفض بشدة ذلك السلوك الهمجي الأرعن في تصفية الآخر الذي لا يعجبنا رأيه أو يخيفنا سواء كان ذلك على مستوى العلاقات الفردية أو على الصعيد الاجتماعي.. أي أن يمارس هذا الفعل ضد من نقرأ لهم من تلك الشخصيات ذات البصمات والأصوات المعلنة .. نعلم جميعاً بأن الكاتب أو الصحفي ليس ملاكاً منزهاً فقد يخطئ أو يزل قلمه أحياناً ، ورغم أن خطأه يبدو جسيماً نظراً للأثر الذي تتركه الكلمات المعلنة في أذهان الناس، رغم ذلك، إلا أن هذا ليس مبرراً إطلاقا إلى اللجوء للثأر وأخذ الحق باليد حسب ما تمليه شريعة الغاب شريعة ما قبل الحضارة والوعي وما قبل الإسلام الذي جاء ليقرَّ نظام الحياة الواعي الشامل وينظم العلاقات بين الناس على كافة الأصعدة ولو لم يكن ذلك لعم الفساد الأرض من أقصاها إلى أقصاها.. تغمد الله الفقيدة هداية السالم بواسع رحمة وأسكنها فسيح جناته وألهم ذويها الصبر على هذه الفجيعة.. ولنا أن ندعو بأن يديم علينا جميعاً نعمة الإسلام والأمن والأمان Email:[email protected]