المتتبع لأرقام منظمة الصحة العالمية الخاصة بمرض الدرن في العالم لابد أن يصاب بالدهشة لأنه سيجد نفسه أمام آفة كبرى تشكل سبباً رئيسياً إن لم يكن أكبر سبب للوفاة في العالم. حيث بلغ عدد حالات الدرن 4.8 ملايين في العام 1999م مقارنة بثمانية ملايين في العام 1997م. وإذا استمرت الزيادة بهذا المعدل فمن المتوقع إصابة 2.10 ملايين بالدرن في العام 2005م. ويموت سنويا 3 ملايين تقريباً أي ما يعادل 6 موتى كل دقيقة بسبب الدرن. وقد أدت العديد من العوامل لهذا الارتفاع السنوي فيما يلي أهمها: 1 ظهور مرض الأيدز وما ينتج عنه من نقص في المناعة الطبيعية للإنسان يجعله فريسة للأمراض الفتاكة وعلى رأسها الدرن. حيث يصاب أكثر من 50% من مرضى الأيدز بمرض الدرن. 2 ارتفاع نسبة الدرن المقاوم لأدوية الصف الأول نتيجة لسوء استعمال الأدوية الدرنية أو عدم الانتظام في تناولها بواسطة المريض أو نتيجة لخطأ في وصف الدواء بواسطة الطبيب غير المختص. 3 التضخم والاختناقات الاقتصادية في العالم نتج عنه عدم مقدرة الدول الفقيرة على توفير الأدوية الدرنية لكل المرضى الذين يزداد عددهم كل عام وسط الطبقات الفقيرة غير القادرة على شراء الدواء. 4 كثرة الكوارث الطبيعية من زلازل أرضية وفيضانات نهرية وانهيارات أرضية...الخ. 5 المجاعات التي اجتاحت العديد من مناطق العالم الفقيرة. 6 الحروب المتعددة في مختلف مناطق العالم وما ينتج عنها من دمار في البنى التحتية الصحية والاقتصادية. 7 النزوح الجماعي من منطقة إلى أخرى لأسباب أمنية وسياسية. 8 طول أمد المعالجة الدرنية وآثارها الجانبية يؤدي إلى عدم الانتظام في المعالجة حتى إكمالها خاصة في الأقطار التي لم تتبن برنامجا وطنياً لمكافحة الدرن أو التي لم يتبن برنامجها استراتيجية المعالجة قصيرة الأمد تحت الاشراف المباشر. 9 عدم الاهتمام بمرض الدرن كسبب هام للوفاة والاهتمام أكثر بغيره من الأمراض الأقل خطورة على الإنسان في كثير من البلدان حيث ترصد أقل ميزانية لمكافحة الدرن مقارنة بما تحظى به الأمراض الأخرى الأقل فتكاً بالإنسان لأسباب غير واضحة حتى الآن في كثير من البلدان. 10 الجهود المبذولة للتثقيف الصحي بمرض الدرن في كثير من البلدان لايتناسب أيضاً مع حجم مشكلة الدرن وآثاره المدمرة.