هناك رغبة دفينة بداخل كل واحد منا، قد تختبىء هذه الرغبة لظروفها.. ولكن.. ومع عامل الوقت تجد نوعاً من الإلحاح يعيد إليك الحاجة إلى تحقيق هذه الرغبة والوصول الى مرحلة تحقيقها.. وهذه الرغبة قد تكون في مجال العلم فيدفعك الطموح الى طرق أبواب العلم من المهد الى اللحد.. وقد تكون هذه الرغبة في مجال الفكر فتسعى الى القراءة واختيار الاتجاه الذي يناسب ميولك ويحدد هويتك وشخصيتك داخل مظلة مجتمعك، وقد تكون الرغبة في مجال «النشاط الاجتماعي» فتعمل على إثبات دورك وفعاليتك بالمقترحات والسعي الى تنفيذها وتصور أدوار القيادة لنشاط ما يخدم رسالتك الوطنية المعبرة عن تشريعك الإسلامي لنهج هذه الحياة. وقد تكون هذه الرغبة «اقتصادية» فتمارس أوجه التجارة وتسعى الى تنمية رصيدك واثبات نجاح مشروعاتك، وقد تكون هذه الرغبة «أسرية» في اختيار الشريك المناسب وتأسيس علاقات ودية قائمة على التفاهم والمشاركة والاهتمام بتربية الذرية الصالحة، وقد تكون الرغبة في داخلك حافزا لك لإثبات أدوار النجاح في مسيرتك وتحقيق التطلعات المستقبلية في فضاء يجمع بينك وبين الآلاف من البشر وتجد نفسك أيضاً في محصلة الوقت وقد أوجدت ألفةبينك وبين تواصلك في إرضاء هذه الرغبة والسعي الى توجيهها نحو ما يساعدك على تحقيق ذاتك وتطوير أدائك وتجديد نشاطك. إننا.. نمارس الحياة وفق منظومة وجدنا أنفسنا بها نحمل تاريخ التواصل من أجل البقاء..! فنحن نأتي في عالم البقية.. ونوجد لنا هوية تثبت من نحن حينما نخلص للخالق النية أولاً..!! اننا بشر.. يطلق على بعضنا المبدعون حينما نخوض التجربة في عالم الإبداع.. حينما نتسلح بالعلم لنحارب من أجل أن يكون الإسلام لا أن نكون مع الأعداء عليه..! والرغبة الدفينة الحقيقية في داخل النفس البشرية ترسم له أفق النجاح حينما يكون إيجابياً في تحقيقها.. وترسم له عتمة الحياة حينما يكون الهدف من الرغبة تحقيقها حتى لو كان على انقاض الغير..، ولعل الرغبة في طلب العلم ضوء يمتد لمسافات آنية.. تجعل الإدارة في دهاليز الظروف تناضل.. وتستمر في طريق التواصل مع كل منافذ العلم.. ليس رغبة في الوصول الى المناصب وإنما.. لتطوير الأداء.. وتحسين المستوى التعليمي والمساندة الفاعلة في المشاركة الوطنية وتنمية الكوادر ذلك ما يجعلني أشعر بالفخر حينما أرى أماً وطالبة على أدراج الجامعة كلتاهما تتناولان الدراسة.. كلتاهما لهما هاجس اكتساب العلم وتحسين المستوى فالرغبة صوت دفين يملأ الفضاءات ألفة بالوجود ويحلِّق بالأماني في مجالات الحياة، فتسارع الخطى.. سيراً تارة وركضاً وجرياً.. ويبقى أثر الأقدام.. إيقاعاً في قاموس العطاء.. حينما يأتي زمن العطاء.. فأنت تحقق الرغبة.. وتثبت مدى قدرتك على إنجاحها.. وتنتظر أثرها قد يكون قريبا وقد يكون بعيداً وفي كل الأ وضاع أنت جزء من هذه الحياة تناضل من أجل أن تكون.. وستحقق شيئاً في هذا العالم السديمي وفق ما تصل إليه من خبرة وتجربة ومحك لسلوك ودور تمارسه.