الأمانة كبيرة في اسمها ، عظيمة في مضمونها، والكل يتوجب عليه الاتيان بها قولاً وعملاً، ولهذا وجب علينا جميعاً معرفة دلائل هذه الكلمة العظيمة وبما تعنيه من معان عديدة. ولأنني قرأت للأستاذ/ عبدالرحمن منصور القاضي عنيزة في العدد رقم )10362( ما طرحه وما كتبه عن الكاتبات السعوديات، فقد لاحظت أن ماكتبه القاضي، يعد تجنٍ إلى حد كبير ، فيما ذهب إليه من نقد لا أساس له من الصحة عنهن جميعاً أو الغالبية العظمى منهن على أقل تقدير، وكأنه يجزم أن مجتمعنا لا يحتضن البتة من بنات حواء من هي مؤهلة للكتابة أصلاً، وكأني به أيضا يقول انهن لم يصلن إلى درجات علمية تؤهلهن إلى الكتابة وإثراء ما يخدم مجتمعهن. فالقول للأخ/ القاضي انه لا بد من الحكم عليك بأمور عديدة، أولهما أنك لا تقرأ لكاتبات سعوديات بالكيفية والمتابعة المطلوبين، بالرغم من قولك انك قرأت لهن من سنين، وثانيهما أنك وحينما تصف مقالاتهن بالسطحية وأنه يغلب عليها العاطفة، فذلك أمر مرفوض من وجهة نظري، لأن هناك من الكاتبات من وصلن إلى الشروع في كتابات ذات أهداف ومعان عالية خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وبعمق واثارة ومتعة وتشويق بخلاف ما تقول أنه غير ذلك، وثالثهما أنك حين تقول من أن كتاباتهن لا تشدك للقراءة فهذا أمر يعود إلى تقييمك الشخصي لمن تقرأ له وماهية نفسيتك وقت القراءة التي قد لا تكون مهيأة على ما يبدو وقت القراءة أحياناً. والأمر الأخير أن حكمك بعدم استطاعة واحدة منهن الحصول على زاوية يتسابق على قراءتها الناس، فإنني أقول هنا وبكل تأكيد انك لست من قراء زوايا الكاتبات خصوصاً المداومين على الكتابة الأسبوعية، أو أنك ممن يقرؤون عناوين المقالات فحسب!!، وعلى أية حال فكل ما أوردته يعد رأياً شخصياً منك، إلا أن الواجب، مهما يكن ذلك الرأي الا يأخذ الموضوع طابع التعميم في الحكم فمهما تكن متابعا وقارئا يظل الحكم برأيك هذا أخذاً بالعموم حكماً ظالماً، والذي أرجو أن لا تكون من اصحاب هذه الأحكام، كما أرجو في الوقت نفسه ألا يدور في خلدك أن كاتب هذه السطور امرأة ايضاً، كما تأكد لك وحسب قولك ان مقالا قرأته وتأثرت به وكان باسم امرأة وتبين لك ان كاتبه رجل، فأرجو هذه المرة أيضاً أن يتأكد لك الأمر، ان كاتب هذه السطور هو رجل بالفعل ومتابع إلى حد ما بعض الكتابات النسائية وهو انا، واعجبت ولله الحمد بالكثير منهن، في الوقت الذي أؤكد أنه لو جرت مسابقة لأفضل كاتب وكاتبة لرأينا الكاتبات السعوديات يتفوقن على بعض الرجال، ولا ضير أن يحدث هذه لأن الجنس الواحد لا يمكن أن يكون مسيطراً على الآخر وعلى الدوام وفي كل شيء. كما أود القول انك يا أخ عبدالرحمن لم يسبق لك أن قرأت لبعض من الكاتبات السعوديات اللائي قدمنا لصحافتنا المحلية، كتابات كان لظهورها المنفعة والفائدة من أمثال )د. نورة السعد، د. خيرية السقاف، أ. فاطمة العتيبي ، أ. بدرية البشر( وغيرهن من العديد من الكاتبات اللاتي تفتخر بهن صحافتنا العزيزة والتمس منهن العذر في عدم ذكر اسمائهن لان المجال لايسع لذكر كافة الاسماء، فلعلك تقرأ ثم تقرأ جيداً لعل ذلك يكون طريقاً يمهد لك علو التقييم، وعلينا أن ندرك أن الحكم في مثل هذه الأمور للجميع. والله من وراء القصد