وسط أجواء وطنية تعبق بالفخر والاعتزاز وبفيض من مشاعر الغبطة والسرور، وبنظرة مفعمة بالإيمان والأمل..يتجدد الزمن وتتجدد الذكريات..يوم الاثنين1434/11/17ه الموافق 23 سبتمبر2013م يخلد الشعب السعودي بمداد من الفخر ذكرى اليوم الوطني في ذكراه الثالثة والثمانين الذي جاء تتويجا لتضحيات جسام قدمها ابناء الوطن، وفي ركابها تعيد إلى ذاكرة الأجيال أريج منجزات وتضحيات الآباء والاجداد وقد زرعوا لنا فسائل العمل الوطني لنجني ثمارها آمنين مطمئنين على تراب هذا الوطن العزيز. .. انه اليوم الوطني الذي توجت فيه الإرادة الوطنية على صهيل الخيول، لتوحيد هذه الارض المباركة تحت راية التوحيد الخالدة، ليجتمع أهله على أنبل معاني التكاتف والتعاون. .. يوم مشهود كتبت فيه قصة الوطن، بأيدٍ سعودية قادرة على التكيف والتعامل مع الاحداث بنضج ووعي ومسؤولية، لتصنع اقوى لحمة وطنية في التاريخ يسير شريان الحياة فيها على أساس من العقل والإرادة والإيمان. هنا لا بد لنا من وقفة مع هذه الذكرى التي ترجع بنا إلى إعادة قراءة الصفحات البطولية في سفر التضحيات والأدوار العظيمة الخالدة التي بذلها الرجال وعلى رأسهم مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود(يرحمه الله)،هؤلاء العظماء الذين استطاعوا بعميق حبهم، ونبل مقاصدهم، وصدق إرادتهم، وقوة صبرهم، وعظيم تضحياتهم أن يسطّروا أروع الأمثلة في حب الوطن، فأسسوا تاريخ أمة أرادوه أن يكون مشرقا ومفعما بكل ما يضمن الحق والعدل. اننا ونحن نستذكر أولئك الأبطال مستلهمين من روحهم الوطنية ومن أدوارهم البطولية، ومن الأحداث التاريخية التي عاصروها، نستخلص الحقائق والعبر المهمة؛ فتوحيد هذه الارض الطاهرة لم يكن منحة أو تنازلا من احد بل كان انتصارا واستحقاقا ناله هؤلاء الرجال بتقديم اغلى التضحيات سواء بالسلاح أوالكلمة، انها دماء الأبطال وعزائم الرجال التي صنعت المعجزات فكسرت حاجز الزمن وحلقت في فضاء التاريخ في وقت ماجت فيه الشعوب والجماعات وتمخضت أيامه بالأحداث الجسام.. فيه المصائب تتوالى من ذات اليمين وذات الشمال، كل يقارع ضد الفناء.. إلا ان اولئك الرجال الذين آمنوا بأهمية الإنسان والأرض، استطاعوا ان يصهروا تلك الأحداث في بوتقة الوطنية ويرفعوا راية الوطن متوحد اللبنات ليتبوأ المكانة اللائقة به بين الدول بما يتناسب وقدسية أرضه ورسالته العظيمة وإسهاماته الفاعلة في بناء الحضارة الإنسانية. .. وإذ انتهى بهذا اليوم واجب الآباء والأجداد في كفاح الوطن، فقد بدأ واجبنا نحن في حماية منجزاته وإعلاء صروحه وصيانة وحدته والحفاظ على هويته ومقوماته والدفاع عن مقدساته وتعزيز نهضته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأن نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وأن نواجه المستقبل أمة واحدة متماسكة قوية، حتى يبقى وطننا مثالا يحتذى به، مناراً للثقافة وواحة امن واستقرار لكل من يعيش على ترابه الطاهر من المواطنين والزائرين من الحجاج والمعتمرين.. وفي هذه اللحظة التاريخية نرفع اغلى التهاني الى مقام الوالد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله وهم يقودون المسيرة المتواصلة لنطل على العالم بنهضة حضارية وثقافية واقتصادية وسياسية رائعة ستظل الى الأبد محط اعجاب الجميع. فهنيئا لوطننا بيومه الوطني، وهنيئاً للمواطنين بهذا الوطن، الذي ستظل اشراقته تضيء دروبنا.. من لأجله نسمو.. وبذكره نعانق السماء... متمنين له المزيد من التقدم والعطاء ليواصل دوره الطليعي، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة.. حفظ الله بلادنا وقيادتنا من كل سوء ومكروه..