السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اطلعت في عدد الجزيرة رقم 10176 والصادر بتاريخ 8/5/1421ه وفي صفحة (عزيزتي الجزيرة) على ما كتبه الاخ عبدالعزيز صالح الدباسي (حول تعليم الفتيات امورالمنزل وان الجاهلات بالطهي قد يكون الطلاق مصيرهن). لذا فإني احب ان أوضح يا اخي عبدالعزيز بانك تعلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك). فحديث النبي صلى الله عليه وسلم صريح فأخبر انه ثمة امور تنكح المرأة لأجلها هي المال والجمال والحسب والدين. ولكنك ازددت من عندك امراً خامسا ان تكون طباخة ماهرة. إن الانسان يحب ان يطبخ له طبخاً طيباً ولكن لا يعيق ذلك من زواج رجل بامرأة لا تعرف من فنون الطبخ شيئاً. والطبخ فن كسائر الفنون ليس كل احد يجيده. فهذا عوف بن ملحم الشيباني لما زوج ابنته ام إياس لعمرو الكندي أوصتها امها بوصايا عشر لم تذكر من وصاياها ان تكوني طباخة ماهرة تجيد فنون الطبخ. ان هذا المعتقد لم يكن موجوداً وسائدا بيننا الا بعد ان تباهت النساء فيما بينهن بالطبخ واختراع طبخات جديدة وتأليف الكتب في ذلك. فالرجل يرى كتب الطبخ وما بها من صور مغرية فيدفعه ذلك الى عدم القبول منه لامرأة لا تجيد مثل هذا الطبخ. فاعلم يا أخي ان المرأة الصالحة هي المرأة النافعة لزوجها واولادها ومجتمعها. الام مدرسة إذا أعددتها اعددت شعباً طيب الاعراق فالمرأة الصالحة بتربيتها لأولادها واهتمامها بهم تنشئ لدينا اولادا بإذن الله صالحين نافعين لدينهم ومجتمعهم. أما موضوع الطبخ فهو امر ثانوي لا يكون مجال خلاف بين زوج وزوجته الا عند أناس همهم الاكل والشراب. فالام الطباخة ماذا تريد ان تقدم لمجتمعها؟ اعتقد تنشىء لنا جيلا لا يقبل الزواج الا بامرأة تجيد الطبخ مثل امه. ولا يقبل اي اكل اذا دعي الى عزيمة. ان الصحابة والسلف الصالح تخرجوا على ايدي نساء لم يجدن احياناً ما يطعمن اولادهن بغض النظر عن التفنن في الطعام وطهيه. ومن ربط زواج المرأة بعلمها بفنون الطبخ فهذا انسان نظرته قاصرة على معدته فقط. ثم ما الحرج الذي انت تزعم به؟ هل عندما لا تعرف المرأة صنع الطبخ الشعبي هذا حرج (وفضيحة). ان الحرج ان تهمل المرأة اولادها ومنزلها وتذهب الى الجارات ومعها الورقة والقلم لكتابة احدث طبخة ثم تنفذها حتى تصبح طباخة ماهرة على حساب زوجها ومنزلها واولادها الذين يعتبر القيام بشؤونهم الخاصة اهم من الطعام الذي يعتبر إجادة طهيه والتفنن فيه امراً ثانوياً. أحمد صبر البلوي محافظة الوجه