السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن إجازة العيد الطويلة ودمجها مع اجازة منتصف العام وما ترتب على ذلك من اضرار وسلبيات، ولقد كان لجريدة الجزيرة كعادتها دورها البارز في تناول مثل هذه القضايا التي تهم المجتمع بمختلف فئاته، حيث تابعنا من خلالها التحقيقات المستوفية والرسومات المعبرة والمقالات الرائعة والتي كان آخرها ما سطره يراع الكاتب المعروف عبدالفتاح أبومدين في زاويته المعروفة (وعلامات) بعنوان (ما هي نتائج الامتحانات) وذلك يوم الثلاثاء 5/11/1421ه، واستكمالاً لتلك الابداعات يسرني ان انقل عبر منبر القراء الأرحب (عزيزتي الجزيرة) آراء الأس المتين والركن الركين الا وهم الطلاب، حول هذه المسألة لنعرف عن كثب موقفهم من تلك الاجازات وما الرسالة التي يوجهها هؤلاء للمسؤولين في وزارة المعارف وهي رؤية تكاد تكون جماعية، وحتى لا اطيل عليكم معاشر القراء أنقل لكم شيئاً مما دار في خلجات نفوس طلبة المرحلة الثانوية. يقول الطالب: طلال بن صالح الجش: الإجازة هذا العام غير مناسبة على الاطلاق سواء التي قبل الاختبارات او التي بعدها، فكلاهما سلبية على الطالب وذلك أنه لم يستمتع بالأولى لأنه يحمل همّ الامتحان فلا هو الذي يسافر ولا هو الذي ذاكر بل إنه حُرم وأُبعد عن الجو الدراسي وعن الالتصاق بالمعلم في هذه الفترة الحرجة، وأيضا لم يستفد من الثانية التي أعقبت الامتحانات وذلك لقصرها وعدم كفايتها لالتقاط الأنفاس وبدء الفصل الثاني بنفسية منشرحة ولو تم قلب الإجازتين لكان أفضل وأولى بحيث تكون إجازة العيد قصيرة واجازة منتصف العام هي الطويلة لأن هذا هو الأنسب طبعاً وعقلاً. أما الطالب محمد بن سعد البهلال فيقول مستغربا: حقيقة أنا في حيرة من أمري حول هذا النظام ومدى مناسبته لنا كطلاب!! ولا أدري كيف فات على المسؤولين في الوزارة التأثير السلبي لطول الإجازة والبعد عن الجو الدراسي على مستوياتنا؟! أما بالنسبة لعطلة منتصف العام فأنا أشد حيرة ولا ادري هل أسميها إجازة ربيع أم اعتبرها إجازة نهاية الاسبوع؟! فلم نكد نتخلص من هموم الامتحانات إلا وهمّ الدراسة يباغتنا مرة اخرى وبسرعة عجيبة!! ولم نسترح من تعبنا بل فوجئنا بمواصلة الركض دون راحة كافية!! ولو تم تمديد الإجازة اسبوعا واحداً على الأقل لحقق ذلك شيئاً مما في نفوسنا خاصة وان الدراسة وسط الاسبوع كعدمها نظراً للغياب الكبير من قبل زملائي الطلاب!! ويقول الطالب فهد بن سعود العراجة: أشارك زملائي الرأي بأن إجازة العيد الطويلة اثرت سلباً على مستوياتنا الدراسية وهذا واضح وملموس من خلال النتائج المعلنة بعد انتهاء الفصل الأول، أما بالنسبة لإجازة منتصف العام فهي غير كافية على الاطلاق فلا يدري الطالب هل هي للسفر والاستجمام أم هل تكفي للرحلات البرية في هذه الأجواء الربيعية الرائعة أم هي مخصصة لتأمين مستلزمات الفصل الثاني وشرائها من المكتبات، فعلا إنها قصيرة ومحيرة. ويقول الطالب محمد بن فهد المطيري: نحن الطلاب بحاجة الى اجازة مناسبة وكافية فأنا شخصيا لا بد لي من فترة راحة بعد كل جهد اقوم به وأجزم ان زملائي لديهم نفس الشعور ولكن للاسف الشديد ظن المسؤولون ان اجازة العيد الطويلة كافية ومناسبة وكأن الإجازة في نظرهم هي الانقطاع عن الدراسة دون تفكير في ماهية هذا الانقطاع ووقته؟!! ويقول الطالب ابراهيم نائل رشيد وهو الأول على فصله: لا أؤيد هذا النظام اطلاقاً لأنه ساهم في ضعف مستواي الدراسي!! أما الطالب محمد بن ذيابي الحريص فيقول: كل إنسان بحاجة الى الإجازة وذلك عندما يبذل جهدا كبيرا في عمله ولولا ذلك ملَّ الناس أعمالهم وتراخوا فيها وهذا ما ينطبق علينا معاشر الطلاب، حيث لم نستفد من اجازة العيد الطويلة لا بالمراجعة ولا بالمذاكرة والاهتمام بالدروس، فالعشر الاواخر من رمضان ايام فاضلة يحتاج المسلم فيها للراحة النفسية حتى يؤدي العبادات المناسبة لهذه الايام كالقيام والصيام وقراءة القرآن ونحو ذلك وأيام العيد أيام فرح وسرور وتبادل للزيارات واشتراك في الرحلات، ولا يمكن للمرء أن يتكيف مع كل ذلك إلا إذا كان خالي الذهن من الهموم والمشاغل!! ويقول الطالب فلاح بن معزّي الحلفي بكل وضوح وصراحة: أنا أخالف كل من شذ واعتبر انقطاع الدراسة في العشر الأواخر من رمضان وأيام عيد الفطر إجازة وأن فيها فائدة!! بل على العكس تماماً حيث كنا نحمل همَّ الامتحانات ولما قرب وقتها زادت متاعبنا ثم سهرنا للمذاكرة لأجل تدارك ما يمكن استدراكه ولكن ما النتيجة؟! نتائج غير جيدة وعودة سريعة للمدرسة قبل التقاط الأنفاس، فهل هذا معقول؟! عزيزتي الجزيرة: هذا هو رأي الشريحة العظمى من الطلبة وهم الأساس الأول في العمليتين التعليمية والتربوية فحبذا لو تم إجراء دراسة صريحة وشاملة لمعرفة الحقيقة الغائبة من قبل المسؤولين في الوزارة وختاما أشير الى بعض النقاط بعجالة فيما يلي: 1 كان لبداية الدراسة وسط الاسبوع آثار سلبية ظاهرة كما توقع الجميع حيث كثرت نسب الغياب بين الطلبة حتى وصلت في بعض الفصول لأيام الاثنين والثلاثاء والاربعاء الى 80 90% مع شدة التأكيد على أهمية الحضور فما السبب يا ترى؟! ومن المسؤول عن ذلك؟؟ 2 أجمع الطلاب على عدم مناسبة النظام الحالي لهم وعارضوا بشدة تطبيقه في العام القادم وناشدوا المسؤولين النظر لآرائهم والاهتمام بها. 3 فرق شاسع بين الكلام النظري والتطبيق الفعلي حيث يجب علينا أن ننظر للأمور بواقعية وعقلانية والا ننظر لها من برج عاجي بعيد عن الواقع المعاصر. وفق الله الجميع لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحمد بن محمد البدر الزلفي