الكل ينتظر المهرجان الوطني للتراث والثقافة للاستمتاع بالمعروضات ومتابعة التطورات فهذا المهرجان جاء جامعا لكل الأذواق ومناسبا لجميع الأعمار، ولم لا وهو مهرجان الوطن، ففيه تتنافس المناطق بتقديم ما لديها من ماض عريق وحاضر مجيد، وتسعى كل جهة لعرض تاريخها وما وصلت إليه، وكل عام تشهد الجنادرية تطوراً شاملا في طرق العرض والمعروضات. وفي هذه السنة جنادرية 16 وقبل افتتاحها قرأت تصريحا لأحد المسؤولين عن جناح امارة منطقة عسير ذكر فيه ما سيقدم من أنشطة وفعاليات، واشار إلى ان جماعة المفتاحة للتصوير الضوئي ستقيم معرضا فوتوغرافيا، وسعدت كما سعد غيري لنرى جمال تلك المنطقة الأخاذ من خلال عدسات فناني تلك الجماعة، ونشاهد ابداعهم في هذا الفن العالمي، وكل مهتم بهذا الفن جاء ليستمتع بذلك الجمال الطبيعي، وليزداد خبرة في هذا المجال الفني، لكن كانت المفاجأة لزوار المعرض الذي لولا المرشدون لما تعرفوا عليه، فالأعمال لا يقدمها إلا المبتدئون فهي تفتقر لأبسط أسس التصوير الفوتوغرافي، وتخلو من أي جانب جمالي، وتنعدم فيها الرؤية والاحساس الفني قد تكون هذه الاعمال لبعض المبتدئين ولا نطالبهم بمستوى المحترفين ونشجعهم على الاستمرار في هذا الفن العالمي، لكن هذا المكان الجنادرية ليس مناسبا لعرضها لأنها تشوه الجمال الذي اشتهرت به منطقة عسير، كما أنها الأعمال تقلل من مستوى الجماعة التي تزخر بالفنانين المتميزين بما لديهم من حس فني وخبرة طويلة في هذا المجال، ومع تواضع هذه الاعمال كانت طريقة العرض اسوأ من المعروض، ولا ترقى لمستوى الحدث الذي تتجه إليه جميع الجنسيات لرؤية ما يقدم وما يعرض، فهذه المعروضات تعد خلاصة المنطقة من تراث وجمال. إننا نتطلع ونأمل من تلك الجماعة ان تنهض بالحركة الفنية بعرض أروع الأعمال وأجملها، وإن لم يتوفر فالأولى عدم المشاركة حتى لا تهتز الصورة في نظر المحبين لمنطقة عسير ولأهلها وبالأخص للقائمين على هذه الجماعة الشابة. وهناك مطمح يتمناه الفوتوغرافيون وهو اقامة معرض لهم بجانب معرض الفنون التشكيلية ليقدموا اعمالهم، وليبرزوا قدراتهم في إظهار جمال بلادهم وتراثهم لكي ينجذب السياح إلى مناطقهم وخصوصا ان الدولة أعزها الله تتجه للسياحة والتعريف بالمناطق السياحية، وليس هناك ابلغ من الصورة متى ما التقطها فنان محترف من أهلها وبالتالي تستطيع شركات السياحة استخدام هذه الصور في جذب الناس لها ومشاهدة جمالها, وكما قيل الصورة تغني عن ألف كلمة .