تقيم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ممثلة بوكالة الشؤون الاجتماعية الشهر القادم مهرجاناً خيرياً للأيتام هو الاول من نوعه تحت شعار معاً لرعايته ولعلنا ندرك ان مشكلة الأيتام لدينا في السابق وربما حتى الآن بحمد الله ليست كمثلها في البلدان الأخرى لان الرابطة الاجتماعية مازالت قوية، واليتيم يجد من اقربائه العناية والرعاية حتى يستطيع الاعتماد على نفسه والمساهمة في بناء مجتمعه, لكن الظروف تغيرت والاوضاع الاجتماعية لم تعد كزمن مضى،ولذا كان لابد من التعامل مع الواقع ومحاولة لفت انتباه الناس ان هناك فئات تعاني من مشكلات اجتماعية مرشحة للتطور والتعقيد، والعمل على تكثيف الوعي في اوساط الأسر أن كفالة اليتيم لا تعني فقط الدعم المادي المطلوب والمهم ولكن أيضاً الدعم المعنوي الذي يشعر اليتيم انه لا يختلف عن اي شخص آخر يعيش في هذا المجتمع. وهذا المهرجان يأتي في نظري خطوة في اتجاه تعزيز التكافل الاجتماعي وفتحاً لباب من ابواب كسب المزيد من الاجر والثواب تحقيقاً لاحاديث نبوية وردت في الحث على رعاية اليتيم في مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم رحمه الله انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ومن الاهداف النبيلة لهذا المهرجان تشجيع الاسر على احتضان اليتيم ورعايته، وهذا الاحتضان فرصة عظيمة لتربية اليتيم تربية طيبة تكون امتداداً للعمل الصالح، ومن الاهداف التي وضعها منظمو المهرجان زيادة عدد الأسر الصديقة المتعاونة في استضافة اليتيم، وهذا بدوره يحقق هدفاً تربوياً لأطفالك حيث يدركون نعمة الله عليهم بوجود والديهم، وعندما يربط ذلك بشكر الله عز وجل يتحقق تعميق ايمان أولادك وادراكهم لفضل المنعم جل وعلا، كما ان هذه الاستضافة تحقق لليتيم محبة للمجتمع الذي يعيش فيه حيث اعتبره واحداً من ابنائه بالأفعال لا بالأقوال، من الاهداف ايضاً دعم الجمعيات الخيرية في كفالة الأيتام وذوي الظروف الخاصة وتنوير المجتمع بدورها الفاعل في التنمية الحضارية. إن الاصلاح الاجتماعي أحد أهم الأعمال التي ينبغي ان تشجع وتدعم وتنصر، وكل فرد عليه واجب كبير حسب طاقته، وعندما ندرك واجبنا فإننا نساهم بما نستطيع بالكلمة الطيبة والدعم المادي والدعاء، وغير ذلك, ان هذا اليتيم لديه من القدرات والمواهب التي تحتاج إلى أمن واطمئنان كي تنمو وتتطور وتكون نتيجة ذلك ان ينعم المجتمع بآثارها الطيبة، وإن من علامات تحضر المجتمع وغناه النفسي والثقافي عنايته بذوي الظروف الخاصة وحمل قضيتهم وتبنيها, ان من العيب ان تكون مجتمعات غير المسلمين اكثر عناية بهذه الفئات بينما تلهو مجتمعاتنا في اهتمامات سطحية لا تتجاوز حظوظ النفس العاجلة, وأطلق هذا النداء لكل أم أن تفكر في قضية اليتيم وان تستشعر حاجته الى الحنان والعطف خاصة عندما يأوي الاطفال الى امهاتهم يطلبون القصة تلو القصة بينما لا يجد اليتيم من ينظر له ويضمه ويحكي له الحكايات الجميلة. أشيد بهذه الخطوة الرائعة من قبل الوزارة وأتمنى لهذا المهرجان التوفيق وان يحقق الأهداف التي أقيم من أجلها وان يوفقنا جميعاً للعمل الصالح.