كان لأحد الحكماء غلام يساعده في حوائجه وكان هذا الغلام دائم التأفف والشكوى والتذمر من الحياة والناس! فخطر على بال الحكيم خاطر حيث قال لغلامه: اذهب وائتني بحفنة ملح، ذهب الغلام وفعل ذلك فقال له الرجل: ضع حفنة الملح هذه في كوب ماء، وضعها الغلام، فقال له الرجل: اشرب الآن الماء، فما اعترض الغلام رغم استغرابه فشرب الماء وبعد أن انتهى من شرب الكوب ما لبث سريعاً أن أخرج ما علق بلسانه عند آخر الشراب وقال لمعلمه: إن طعمه مقزز جداً. بعدها قال له الرجل: اذهب وهات حفنة أخرى من الملح فذهب وأحضر ذلك وكان بالقرب منهما بحيرة، قال له الرجل اذهب وضع الملح في هذه البحيرة. فوضعها الغلام دون اعتراض فقال له الرجل: الآن اشرب من البحيرة فشرب!, فسأله الحكيم: والآن ما رأيك بطعم الماء؟ فقال له الغلام بدهشة: إن طعمه عذب! عندها توجه الرجل للغلام وقال له: هكذا فليكن قلبك يا بني واسع مثل البحيرة وليس كمثل الكأس..فأنت من تتحكم بطعم الحياة وتستطيع تبديد همومك وتذمرك..فلا تبحث بعيداً.