للحالة النفسية التي يكتب بها الشاعر قصيدته دور كبير في الجودة أو الرداءة، والشاعر الذكي الحريص على ما يبقى له في أذهان الجمهور لا يكتب القصيدة إلا في أجوائها المناسبة إذ ليس كل هاجس كتابة عابر يمكن أن ينتج قصيدة لافتة، فالقصيدة الحقيقية لا يناسب أن ترغب أنت فقط في كتابتها إذ لا بد من التوافق بين رغبتك وقوة الهاجس الذي سيجبرك على الاستسلام وإن تجاهلته وتشاغلت عنه ومتى ما توافقت الحالتان نتج شعر يبقى. ومن صور عدم التوافق المطلوب ما نراه من تفاوت قصائد بعض الشعراء الذين أغراهم وميض برق عابر في سماء أنفسهم وسارعوا إلى إفراغه قبل أن يكتمل تكون ملامحه ونضوجه، وقد يصاحب هذا الاستعجال الرغبة في تكثيف الحضور لئلا يفقد الجمهور الذي لا يهمه كثرة الكتابة والحضور بقدر حرصه على قراءة قصيدة مكتملة تجعله يبتهج بها وكأنه هو منتجها. وقفة للأمير خالد الفيصل: يا عابر الخاطر تصوّرت معناك لا شك ما كل الخواطر تقالِ خذ صورتك لَى جيت ساري بمسراك مالك بها مصلوح تبقى ولا لي تلقى من الشعّار الاقصين ذولاك