اطلعت على ما كتبه الأستاذ سليمان الفليح بزاويته هذرلوجيا تحت عنوان «الغناء على ضفة الشعيب»، فقد أرخى العنان لقلمه يجوب صحراء الباطن وقد استشهد ببيت من الشعر الفصيح كان حرياً به أن ينقله صحيحاً لا معتلاً حيث أورده قائلاً: ألا يا بعد من أهوى مودته وقد أتى دونه الصمان والحفر والكاتب من خلال متابعتي لما يكتب في صحيفتنا الغراء أجده تارة فوق الغيوم وتارة تحت التخوم ناهيك عن وجود ركزة في معظم كتاباته أتمنى أن يتخلص منها، أعود لما كتب بأنه يقتفي آثار مالك بن الريب صاحب السيف المسموم وقد أورد الأرجوزة بها من التقديم والتأخير والتصحيح كما وردت في المناسك للحربي عن اللص المشهور بأبي حردبه: الله نجاك من القصيم وبطن فلج وبني تميم ومن غويت فاتح العكوم ومن أبي حردبه الأثيم ومالك وسيف المسموم ومن باب التذكير فإن هذا الطريق سلكه خالد بن الوليد فاتحاً للعراق وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في يوم الجمل وكذلك سعيد بن عثمان بن عفان عندما ولاه معاوية على خرسان، وفي الحقيقة كان بودي أن يقتفي آثار أجداده الأوائل في يوم فلج وما جرى في غابر الزمان، قال الشاعر: وجدنا الرفد رفد بني لجيم إذا ما قلت الأرفاد زادا هموا اضربوا القباب ببطن فلج وزادوا عن محار لهم ذيادا إلى آخر الأبيات.. وكذا تمنيت أن يقتفي آثار الصحابي الجليل سمره بن عمرو بن قرط العنبري الذي ولاه سيدنا عثمان على هوامي تلك النواحي وكون الأستاذ الفليح لا يزال قلبه ينبض حباً ورقة وحناناً كونه شاعرا لا يموت الشعر في قلبه حتى وإن شاب رأسه، بودي لو اقتفى آثار ابن عمه الشاعر المرقش الأكبر وهو عمرو بن سعد بن مالك بن بكر بن وائل شاعر جاهلي هام في حب ابنة عمه حتى الثمالة واسمها أسماء، مرض بسبب حبه العذري لها وقصدها بعد أن كبرت تاه في الفيافي والصحراء بحثاً عنها ومات دون أن يراها، وكأني به يغني قائلاً: أحببتها شمطاء قد شاب وليدها وللناس في ما يعشقون مذاهب لتردد الصحراء معه قوله: واعرض أعلام كأن رؤوسها رؤوس جبال في خليج تعاس ختاماً أملي ألا أكون قد أثقلت على الأستاذ الكريم الأخ سليمان الفليح وأن يكون صدره أوسع من صحراء النفود والدبدبة والله الهادي.