اتجه أحمد عمر يسلم من الجنسية اليمنية من جدة إلى مكةالمكرمة يوم الجمعة الماضي لزيارة جد زوجته المصرية الذي حضر إلى المملكة لأداء فريضة الحج، وكانت زوجة أحمد على وشك الولادة ولكن رغبة زوجته في مشاهدة جدها قد أنستها أمر الولادة. وعندما دخل إلى مكةالمكرمة وغاص في وسط الزحام طلبت منه زوجته أن يحول وجهته إلى المستشفى حيث شعرت بأنها على وشك الولادة مع اشتداد الألم وخروج (ماء الطفل) منها. يقول أحمد في اتصال هاتفي مع (الجزيرة): مررت بلحظات عصيبة فقد حاولت الخروج من الزحام ولم أستطع حتى أنني عاكست السير في أحد الطرقات ونزلت من سيارتي أستعطف أصحاب السيارات أن يفتحوا لي الطريق دون جدوى، حتى وصلت إلى مستوصف خاص ووجدته مغلقا مما زاد الأمر سوءاً وقد وصلت إلى مستوصف خاص آخر واعتذروا لي لعدم وجود توليد لديهم، لأعود مره ثانية في الزحام. ويضيف يسلم: لقد حضر رجل أمن وحاول إخراجي من الزحام وذكر لي أنه اتصل على الهلال الأحمر ولكن يصعب دخول الهلال الأحمر في هذا الزحام، وعندما بدأت زوجتي بالولادة استأذنني ودخل إلى زوجتي بالسيارة التي بدأت بالولادة فعلاً وساعدها بعد الله وطلب من زوجتي أن تبعد الحبل السري عن رقبة الطفل حتى لا يختنق وقد أسقاها الماء، وقام رجل الأمن بلف الطفل بسجادة كانت معه. ويضيف يسلم إن رجل الأمن قام مره ثانية بمحاولة إخراجنا من الزحام ونجح ورافقنا للمستشفى، حيث كان معي طفلان وقد اشتد خوفهم من المشهد وقام بتهدئتهم ومرافقتهم عندما وصلت للمستشفى فقد بقي عند السيارة والأطفال. وقال رجل الأمن الجندي أول محمد بن حمدان النصيري الرويلي وهو من منسوبي شرطة منطقة الجوف: وضعت في مكان المسؤولية والأمانة ويجب علي مساعدة الجميع وما قمت به لا يعدو كونه عملاً أملاه علي واجبي، فالعمل الإنساني هو واجب كل مواطن ورجل أمن في هذا البلد. وحول شعوره بالموقف الذي حدث له؛ قال الرويلي: لم يكن الموقف بسيطاً أنك تساعد امرأة في الولادة وأنت لست مختصاً ولم يسبق لك تجربة ذلك، ولكن ساعدتني زوجتي عبر الهاتف حيث اتصلت بها وأخبرتها بالأمر وطلبت منها إعطائي بعض المعلومات حول الولادة والحبل السري، وأضاف: إن زوجتي هي من نبهني للحبل السري والماء وعدم التعرض للحبل السري خشية الضرر بالطفل أو حدوث نزيف للأم يفقدها الحياة. الجدير بالذكر إن والد الطفل قد أطلق اسم «محمد» على طفله الجديد رداً للمعروف ولما لقيه من وقفة ومساعدة من رجل الأمن محمد الرويلي.