الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، الحمد لله الحي الدائم الذي لا يموت، الحمد لله في السراء والضراء، الحمد لله على كل حال، والحمد لله الذي جعل لمن أصيب فصبر خيرا، وأخلف له الأجر، والحمد لله القائل في محكم التنزيل: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشِّر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون فإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها,, من منا لم يصب بفقد شيخ جليل,,؟؟!! شيخ أفنى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين,, شيخ يعرفه القاصي والداني,, شيخ بسط مجلسه في التعليم والفتوى,, شيخ ملأ قلبه الإيمان وشع في جبينه نور الطاعة,, شيخ، التواضع ديدنه، والحكمة منطقه، والقرآن خلقه، والوقار سمته، والعلم مجلسه,,, شيخ إن قابلته ملَك قلبك، وإن سمعته أسرك بحكمته، وإن استفتيته اطمأننت لفتواه,, فمن منا لم يصب بفقد الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين,,؟؟!! إن فقد هذا العالم الجهبذ مصيبة عظيمة ليست على أهله وذويه فقط بل مصيبة أصيبت بها الأمة الإسلامية جمعاء,, فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم,, رحل العلامة وترك لنا علما كثيراً تزخر به المكتبات ودور العلم ,, رحل العلامة وقد أصبح إشعاع نور، ومصباح هدى,, رحل الشيخ والقلوب يعتصرها الحزن، والعيون أجهشها البكاء فجادت بالدموع,, رحل من بيننا وبقي ذكره عاليا شامخاً بما بقى لنا من علمه في كتبه ودروسه وطلابه,, رحل عنا ونحن نثني عليه بل إن ثناءنا لا يوفيه حقه بل ونعجز على أن نوفيه حقه مهما قلنا ومهما ذكرنا,, فاللهم أنت ربه وأنت خلقته وأنت هديته للإسلام وأنت قبضت روحه وأنت أعلم بسره وعلانيته رفعنا أكفنا شفعاء له فاغفر له، اللهم إن الشيخ العالم محمد بن عثيمين في ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحمد اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، اللهم اغفر لحيّنا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفّه على الإيمان اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده,. فأحسن الله عزاءنا في الشيخ الجليل محمد بن صالح العثيمين,, فأعزي بفقده أهله وذويه,, وأعزي بفقده ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني والأمراء والوزراء والعلماء وطلابه وجميع المسلمين فأحسن الله عزاءنا وجبر مصابنا,, وإن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا ابن عثيمين لمحزونون.