وأزفُّ من عبق الهوى أنساما أبصرتُ بحر الشعر يفصلُ بيننا ورأيتُ فيه ضراوةً وظلاما وأمامَ بحر الشعر طال تأمُّلي كم أغرقت من لم يكن عوَّاما أبحرت نحوك أبتغيك بقاربٍ ألواحه صيَّرتُها أقلاما ونسجتُ من ورق القصيد شراعه فجَرَت به ريحُ الوصال أماما وركبتُ موج الحِبر رغم جِماحه وربطتُ من حبل البيان زِماما الشوق يسبِقُني إليك كأنما للشوق شوقٌ يستزيد ضِراما يا غايتي أنت المتوَّجُ في العُلا بيديك تحمل مصحفاً وحساما أَعمَلتَ حكمَ الله دون ترددٍ وسواك أعمَلَ بالهوى أحكاما جعلوا الكتاب تميمةً في حائطٍ حتى كسوهُ من الغبار ركاما فأخذتَه وجعلتَه دستورنَا ورسمتَ منه سياسةً ونظاما ورفعتَ صرحاً للشريعة شامخاً وَقَفَت له كلُ الدُنا إكراما وَرَعَت كتابَ الله عينُك حينما أغضى سواك بعينه وتعامى ودعوتَ حفَّاظَ الكتاب بطَيبة كي يكتبوه فأقبلوا إقداما وكأنهم كُتَّابُ وحي محمدٍ حضروا هناك من البقيع قياما يا من تشرَّف أن يلقَّب خادماً للمسجدين وعزَّ ذاك وِساما مَلِكٌ ويُدعى خادماً! ألأنه قد ذاب وجداً فيهما وهياما؟ وسَقَاهما حتى ارتَوَت شفتاهما من بعد دهرٍ أمضياه صياما حتى غدا الحَرَمان بهجة ناظرٍ ورُباهما شعَّت هدىً وسلاما فدعا له من جاء طيبة زائراً ودعا له مَن يرتدي الإحراما ان كان خادمَ مسجدين فقد أتى شعبُ الجزيرة خَلفه خدَّاما يوم ادلهمت في الجزيرة ظُلمةٌ والجار حاك لجاره اجراما وتكالبت حول الخليج عصابة شيطانهم يَدعُونَه صدَّاما لم يكفه أن قتَّل الأكراد في وضح النهار وشرَّد الأيتاما وأقام في شعب العراق حكومةً أمسى شعارُ نظامها الاعداما واستعبد الشعبَ العريق وَسامه فشِفاهُهُم لم تستلذَ طعاما أين الفرات وأين ثروة أرضها؟ أغدت حذاء مقاتل وحزاما؟ حتى إذا ملأ القفار بجندِه وسلاحه قد أثقل الآكاما وتكشر الأعداء عن أنيابهم واستيقظ اليومُ العبوس وقاما أحكَمتَ يا تاج البطولة منهجاً وغَزَلت من خيط الدهاء عِماما وبَنَيت من صلب السياسة قلعة جَعَلَت عتاد الحاقدين حُطاما يا مُلهَماً قَهَر الجيوش بحنكة منها الدُهاة استسقوُا الإلهاما ومشت خطاه بحكمة حتى أتى شوسُ الجبابر تحته أقزاما فإذا بكل الغاصبين تقهقروا وإذا بكل الخائنين ندامى حَمَل البلاد ومرَّ عبر عواصف نَسَفَت هناك حوائطاً وخياما حتى أتى أرضَ الأمان فحطَّها وأقام يُطلِق للسلام حماما فكأنما لم تَجرِ فينا أزمة وكأنها قد أصبحت أوهاما رَكبُ التقدم لم تقف عَجَلاتُه والمنجزات تُسابِق الأياما هذا نظام الحكم قَعَّدَه لنا وأقام للشورى لديه دِعاما صَنَعَت يداه من البلاد عروسة فَتَنَت عيونُ جمالها الأقواما وَبَنَى على أرض الحقيقة واقعاً لكنَّه قد جاوز الأحلاما إن الكروب الحالكات وليلَها والأشهرَ السوداءَ والأعواما شهِدت بأنك أنت وحدك أمَّة في واحدٍ إذ بايعَتك إماما يا من أفاض على الجوار مكارماً عرفوك غوثاً مُنجداً وهُماما فَيَمين جودك بالاغاثة صافحت أرضَ الفرات وطالت الأهراما أَرسلت كفَّك بالعطاء فأمطرت أتُراه كفَّاً أم تراه غماما؟ وَبَذَلت سرَّاً في المواطن كلها أضعاف ما أنفقته إعلاما وحملتَ همَّ المسلمين فكلُّهم باتوا بعينك إخوة أرحاما شاركتَهم أفراحهم ومصابهم وأخذت تزرع في القلوب وِئاما وَرَفَعت في كل البقاع مآذناً حتى غدت أصداؤها تتسامى خُلِّدت رمزاً للعقيدة عندهم فإذا ذُكرت تذكروا الإسلاما يا أيها الشمس التي بشروقها تحلو الفيافي نرجساً وخزامى ما زِلتُ نحوك مُبحراً في قاربي ما زلت أرقب في ذُراك مراما يا غايتي إن لم أصل فلأنه أعيا مداك الحرفَ والأفهاما عبدالله بن سليمان المزروع القاضي بديوان المظالم بالرياض