اكتسب الشاعر فاروق جويدة مكانة مميزة على ساحة الشعر العربي المعاصر.. وأصبح من أهم الشعراء الذين يعبرون عن أحاسيس ومشاعر الإنسان العربي. وقد اختار الأديب والناقد «محمد رضوان» أن يبحر في عوالم فاروق جويدة الشعرية عبر كتابه «شاعر الحلم الضائع» وأن يضع يده على مفتاح شخصية الشاعر وهو ذلك القلق الفني الذي حوله من شاعر رومانسي حالم إلى شاعر رافض متمرد على كل ألوان القبح والظلم والقهر. وكتب الأستاذ أنيس منصور مقدمة الكتاب وقال عن فاروق جويدة: إن كان له انتماء فهو انتماء إلى الشعر الجميل وإن كان فهو يغني للحب.. وقد أمضى عمره.. شعره.. ليله.. نهاره.. في الطريق.. يقول في إحدى قصائده: ورجعت وحدي في الطريق اليأس فوق مقاعد الأحزان يدعوني إلى اللحن الحزين وذهبت أنت وعشت وحدي كالسجين وقال الناقد محمد رضوان: من خلال تتبعي لمسيرة فاروق جويدة الحياتية والشعرية ودراسة مكونات شخصية عثرت على مفتاح شخصيته وهو أنه شاعر الحلم المستحيل فخلال مرحلة التكوين في ظلال قرية هادئة وادعة وأسرة محبة تتمسك بالقيم والأصالة نشأ فاروق وهو يحلم بكل ما هو جميل وأصيل وسام.. حلم بزمان أفضل.. وحياة أفضل.. ثم أصابته رجات كثيرة وصدمات عنيفة فأصيب بحالة إحباط. يقول الشاعر في إحدى قصائده: نهر من الحب بركان من الغضب من امتطيت جواد الشعر منطلقا نحو السحاب رأينا الشعر كالشهب كيف التقى البحر والبركان في قلم وكيف صارت خيوط العشب من ذهب ويقول في قصيدة أخرى: وتشدنا الأيام في وسط الزحام فنتوه بين الناس بالأمل الغريق ونسير نحمل جرحنا الدامي العميق ونظل نبحث في الزحام عن العهود الراحلة كالطير تبحث في الشتاء عن الصغار الليل.. والألم الجريء ولوعة الشكوى وطول الانتظار وأراك في وسط الزحام طيفاً بعيداً كالضياء ويطير قلبي من ضلوعي في النداء عودي إلي إني افتقدت الحب بعدك والصديق لا تتركيني في ضباب العمر