الآلية غير المثلى لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة مثالية وهذه بدهية في شتّى جوانب الحياة. ما دعاني للاستهلال بهذه الجزئية ردود فعل المستائين من (بعض) مستوى النقد في القنوات الشعبية، ووصفهم بعض النقاد بافتقادهم لأكاديمية المتخصص وجهلهم بالمنهجية للشعراء من واقع نصوصهم، وكذلك عدم إلمام الغالبية منهم بعلم العروض والقافية، وعلم البيان، وعلم البديع، والخلط بين مدارس الشعر.. كالرومانسية، والكلاسيكية، والواقعية، بل إن أحدهم قال لأحد الشعراء المتسابقين: أنت شاعر حداثة - هكذا بملء فمه - وفي هذا خلط بين التحديث أو التجديد Modernisation وبين الحداثة Modernity فالحداثة في المجال الغربي لها جذور قديمة في عصر النهضة وامتدت لرفض كثير آنذاك من ثوابت ومظاهر الحياة وكثر الخلاف حولها، أما التحديث فأمر آخر تماماً، ولأن «مدارات شعبية» منبر أدبي كما هي منبر إعلامي يعنى بالشعر الشعبي كجزء من الأدب الشعبي بمجمله: المثل، والقصة، والتراث، فإننا ندعو الجميع لأخذ الأمور بمرونة ووضوح «موضوعي»، بعيداً عن الحدة في الانطباعات والتشنجات التي تهدم ولا تبني؛ لأن الشعر الشعبي الراقي بمعناه - الحقيقي - رسالة لا بد أن يؤديها كل أطرافها كما ينبغي بتعاون ومحبة ومنهجية ووضوح، ثم إن (التوثيق) التاريخي للحراك الأدبي في المشهد الثقافي السعودي يجب أن يكون مشرفاً بالتقاء جهود الجميع لحصد هذه الغاية النبيلة. وقفة «للاستثناء» الشاعر الكبير غازي القصيبي رحمه الله: يعجز العلم وتعيا الفلسفة في جواب نشتهي أن نعرفه ما الذي نبغيه؟ ما بال الفتى