أصيبت العاصمة الفلبينية المضطربة أمس الثلاثاء بحالة من الذعر وسط احتمال وقوع المزيد من التفجيرات في الوقت الذي تقوم فيه الشرطة بالتحقق في موجة من زرع القنابل أسفرت عن مصرع 15 شخصا على الأقل واصابة أكثر من 100 آخرين في نهاية الاسبوع الماضي. وقد هرعت فرق خبراء المتفجرات التابعة للشرطة من مكان الى آخر اثر قيام السكان بالابلاغ عن حقائب مشتبه في احتوائها على قنابل في حافلة ركاب وسيارة كانت واقفة أمام مستشفى في مقلب قمامة في مانيلا. وقد تبين ان كافة البلاغات كانت كاذبة حيث ذكرت الشرطة ان الصندوق الذي عثرت عليه داخل الحافلة كان يحتوي على بقالة، في حين ان الحقيبة الصغيرة التي وجدت في كومة قمامة كانت معبأة بشرائط كاسيت. وقالت الشرطة انها لم تعثر أيضا على أية متفجرات في السيارة المهجورة التي تبين انها سرقت الاسبوع الماضي. من ناحية أخرى تسببت التفجيرات التي دوت في مانيلا في 30 كانون الاول / ديسمبر الماضي في انخفاض أسعار البورصة في معاملات اول يوم من أيام العام الجديد والى تدهور قيمة البيزو لتسجل رقما قياسيا جديدا في الهبوط. وقد عرض رئيس شرطة مانيلا ادجاردو أجليباي اجراء محادثات مع مصدر من احدى منظمات مكافحة الجريمة كان قد أشار الى تورط مسؤولين أمنيين كبار في الانفجارات، التي تعد الأسوأ من نوعها في العاصمة خلال الأعوام الأخيرة. وقد تم نشر قوات من البحرية الفلبينية في قطاري ركاب معلقين لمنع وقوع المزيد من الهجمات الارهابية. وصرح مسؤول كبير بالشرطة يدعى نيكانور بارتولوموي، وهو المتحدث الرسمي باسم شرطة الفلبين الوطنية، بأن المحققين تعرفوا على الجماعة المسؤولة عن الانفجارات، ولكنه رفض الادلاء بأية تفاصيل أخرى سوى ان الغرض من الهجمات كان احراج الحكومة والشرطة. يشار الى ان التفجيرات أدت الى تصعيد التوتر السياسي في البلاد، التي تعاني من الأزمة السياسية التي فجرتها محاكمة الرئيس جوزيف استرادا بتهمة التقصير في أداء واجبات منصبه، والتي قد تؤدي الى عزله اذا ما قرر ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ بالبرلمان الفلبيني انه مدان. هذا وكشفت أنباء صحفية أمس ان مسؤولا عسكريا قد دبر سلسلة الانفجارات التي وقعت في العاصمة الفلبينية مانيلا يوم السبت الماضي وقام بتدريب فريق على تنفيذ الخطة. وذكرت صحيفة انكوايرر ان جمعية المتطوعون ضد الجريمة والفساد الفلبينية لديها شاهد مستعد لتأكيد هذه المعلومات,, الا انه اشترط ان يدلي بشهادته أمام هيئة تحقيق مستقلة ولها مصداقيتها ,, واقترح ان يتم تشكيل فريق من بين ممثلي كل من الشرطة والقوات المسلحة ومكتب التحقيقات. وشكك هذا الشاهد في مصداقية التحقيقات التي أمر بها الرئيس الفلبيني جوزيف استرادا باجرائها عقب الحادث,, وقال ان لاكسون رئيس الشرطة هو صنيعة لاسترادا. وكان زعيم الحزب الشيوعي الفلبيني قد ألقى من منفاه بهولندا بمسؤولية الانفجارات على الرئيس استرادا,, وقال ان استرادا يهدف من ذلك الى تحويل الانتباه الذي كان متركزا على محاكمته بتهمة الفساد ولتحذير الشعب من ان الحكومة ستتخذ اجراءات قمعية للقضاء على حركة الاحتجاجات ضده. تجدر الاشارة الى ان المسؤولين في الشرطة الفلبينية حاولوا في الأيام الماضية توجيه أصابع الاتهام الى الجماعات الاسلامية الساعية الى استقلال الجنوب خاصة جبهة تحرير مورو الاسلامية وجماعة أبو سياف وقد أنكرت المنظمات أية صلة لها بتلك الانفجارات.