استمرت أسعار النفط في ارتفاعها فوق متوسط سعر البرميل لعام 2010م والذي يقدر ب 74 دولاراً للبرميل وذلك بالرغم من استمرار بطء النمو الإيجابي للاقتصاد العالمي وبخاصة اقتصاد دول منظمة التعاون والتنمية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبا الغربية واليابان مع استمرار تحفظات بعض الدراسات البترولية الصادرة عن بعض مراكز البحوث البترولية بما يخص الاستهلاك والطلب العالمي على البترول لعام 2011م. المتابع لأسعار البترول يجد أن متوسط سعر سلة أوبك خلال شهر سبتمبر سجل ارتفاعاً طفيفاً مقبولاً يقدر بأقل من دولار للبرميل مقارنة بالشهر الذي قبله, ومن ثم سجل ارتفاعاته غير المنطقية والمقبولة (+/- 10% من متوسط السعر لعام 2010م) في بداية شهر أكتوبر إلى هذه الأيام حيث سجل أعلى مستوى له في الأشهر الستة الماضية واخترق حاجز ال 80 دولاراً للبرميل. يرجع بعض المراقبين هذه الزيادة غير المنطقية في الأسعار إما إلى ضعف الدولار مقارنة بالعملات الأجنبية الأخرى أو لزيادة نشاط المضاربين في بورصات البترول العالمية في نيويورك ولندن وسنغافورة أو للتحسن الطفيف للاقتصاد العالمي الكلي وبخاصة في الصين والهند. ذكر التقرير النفطي الشهري الصادر عن منظمة أوبك أن الاقتصاد العالمي لا يزال يشهد تحسناً خجولاً وعلى مستويات أقل من المتوسط وتوقع نمو الاقتصاد العالمي أن يصل إلى 3.9% لعامي 2010م و3.6% لعام 2011م و ذكر التقرير أيضاً احتمال أن يقف تحسن اقتصاد أمريكا عند سقف 2.6% في عام 2010م وأن ينخفض قليلاً إلى 2.3% في عام 2011م. أما اقتصاد اليابان فذكر التقرير توقفه عند معدل 2.8% لعام 2010م مع احتمال ارتفاع طفيف ليصل إلى 3.1% في عام 2011م. أما دول الاتحاد الأوروبي فلا يزال تحسن النمو الاقتصادي خجولاً جداً لا يتعدى 1.2% لعام 2010م مقارنة بعام 2008م مع وجود احتمال انخفاض بسيط ليصل إلى 1.0% في عام 2011م. وكما هو متوقع بالنسبة لاقتصاد الصين والهند المنتعش ذكر التقرير استمرار زيادة نمو الاقتصاد الصيني والهندي في عام 2010م ليصل إلى 9.5% و8.6% على التوالي كأكبر نسبة زيادة اقتصاد في العالم مع توقع انخفاض طفيف لكلا الاقتصادين في عام 2011م. بالرغم من هذه التحفظات والنمو الاقتصادي الخجول ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري للنفط ارتفاع الطلب العالمي على البترول في عام 2011م لما هو عليه الحال في عام 2010م ليصل إلى 1.3 مليون برميل في اليوم مقارنة بتوقع زيادة لا تتعدى المليون برميل في اليوم من قبل منظمة أوبك. هذه التوقعات والعوامل المؤثرة على سوق النفط العالمي كان لها التأثير المباشر على اجتماعات منظمة أوبك وقراراها الأخير بعدم تغيير إنتاج دول المنظمة وذلك لإيمانها بأن السوق في الوقت الحاضر يشهد استقراراً إيجابياً لا مثيل له في الآونة الأخيرة يدعم النمو الاقتصادي العالمي ولا يضر بمصالح الدول المنتجة للبترول سواءً كانت داخل المنظمة أو خارجها. لذلك, يتوقع جميع المحللين استمرار تحسن أسعار البترول في الفترة الباقية من عام 2010م والنصف الأول من عام 2011م لما هو عليه الحال في الوقت الحاضر خصوصاً مع قرب فصل الشتاء مع وجود تذبذب طفيف مقبول نوعاً ما في الأسعار قد يستغله المضاربون لجني بعض الأرباح.