جاء أداء فريقي الرائد والتعاون سفيري مدينة بريدة بدوري المحترفين السعودي ونتائجهما المميزة مبهراً لكل الجماهير العاشقة لكرة قدم ممتعة ومميزة وذات إثارة حقيقية.. فملعب مدينة الملك عبد الله ببريدة أصبح واحداً من أجمل وأروع الملاعب السعودية بعد استاد الملك فهد الدولي بالرياض.. فمتعة مشاهدة جماهير الرائد والتعاون لا تضاهيها متعة وهي تملأ المدرجات وتشجع بحماس مثير حتى آخر لحظة مما جعل الدوري السعودي وطوال جولاته الماضية يعيش حدثا سعيداً بولادة جديدة لمناخ كروي جذاب ومثير أبطاله سفيرا مدينة بريدةالمدينة التي تعيش حالياً عنفوان مهرجان التمور السنوي بكافة أنواعه اللذيذة والمشهورة.. الرائد الأقدم والأكثر خبرة ومشاركة بدوري الأضواء والشهرة ومتصدر الدوري حالياً بجانب الهلال والاتحاد عكس صورة رائعة لإعداد مميز بدأ من القارة الامريكة الجنوبية حيث البرازيل وانتهى على ملاعب النادي فلم تكن انتصاراته في الجولات الثلاث الماضية وليدة صدفة أو حظ بل عمل دؤوب وتدارك للأخطاء من قبل رئيسه الذي استمع للنقد الهادف البعيد عن المجاملات المميتة وتحدى منتقديه عبر قيامه بما يجب وما زال يحتاج للكثير.. فالدوري طويل وشاق وإن كنت شخصيا قد انتقدت عمل رئيس الرائد نتيجة أوضاع الفريق الموسم الماضي فمن الحق أن أشيد بتلك النتائج الرائعة للفريق وأشد على يد الرئيس باعتبار تلك المباريات نسياً منسياً والتفكير بالقادم وعدم تهويل الانتصارات والواقعية الفنية عند التعامل مع النتائج.. فما قدمه الفريق أمام الوحدة المتهالك ليس بالمستوى المطمئن لكن الأهم النتيجة وهو أمر منطقي يعطي أفضلية للرائد الذي يعيش أجمل أوقاته وأحلاها مع جماهيره التي تثبت للمرة المليون أنها غير.. التعاون العائد من معسكر مصر الشقيقة قدم نفسه بشكل أجبر المتابعين على احترامه واحترام قدراته الفنية فإحراج بطل الدوري وهزيمة الشباب برباعية والخسارة بالتعادل أمام النصر ليست وليدة الصدفة أو الحماس الزائد بل بتكامل عناصري وفني وزحف جماهيري مثير جعل السكري محل إعجاب الجماهير السعودية قاطبة.. فعلى أرض الواقع لا مجال للعواطف أو المجاملات ومن المهم أن يدرك التعاونيون أن مهمتهم شاقة وطويلة لا تجدي معها الأفراح المؤقتة وإعطاء الفريق أكثر مما هو يستحقه كما أن مدرب الفريق أخطأ كثيراً بعدم قيادة الفريق في الوقت بدل الضائع في مباراة النصر الذي سجل هدفين بلمحة عين وانقذه هدف الراشد المثير فقد كان من المنطقي أن يتدخل المدرب التعاوني ويفرض تضييع الوقت بدلاً من مجاراة الفريق النصراوي المتحمس ومع ذلك لا يمكن الغاء التميز التعاوني الرائع. الرائد والتعاون هما حالياً في أقسى امتحان كروي يهدد مستقبلهما في المنافسة وتقديم الأفضل بعد أن أثبتت الجولات الثلاث أن بإمكانهما تقديم الأفضل بل لا يمكن أن أجازف إذا ما ذكرت أنهما سيكونان شوكة قوية أمام الفرق التي تفوقهما خبرة وإمكانات وهذه المجازفة الشخصية مشروطة بأن يستمر الفريقان بالاهتمام بفرقهما بعيداً عن الدخول في صراعات تنافسهما السلبي الذي أضر بهما وجعلهما أسيراً ضيق الأفق والتفكير وحد كثيراً من طموحاتهما التي لا تتعدى فوز أحدهما على الآخر أو التغني بكلمات معلق رياضي أو كاتب أو ناقد على صفحات الملاحق الرياضية..التعاون والرائد يجب أن ينظرا إلى مرحلتهما الحالية بأنها (نقطة تحول) للمستقبل الكروي الذي يفتح ذراعيه لاحتضانهما بعد أن دمرتهما اللغة التافسية الهابطة والتي يتفنن بها (الجهلاء) من الناديين سعيا لإبراز العضلات وتفجير وتهييج الجماهير دون النظر لمصلحة الناديين والتي تقتضي بأن يكون التنافس على أرض الملعب وكل الفرق يتم اعتبارها منافسة.. فالفريقان لا يلعبان مع بعضهما فقط وهذا ما يجب ان يدركه جيل (نقطة التحول) المتسلح بالشهادات العلمية والممارسة الحضارية الإيجابية..!