الاخ المشرف على صفحة مدارات شعبية الحميدي الحربي بعد التحية والسلام لقد اطلعت في صفحتكم الموقرة مدارات شعبية بتاريخ 5/7/1421ه على مقال عن الحداثة في الشعر النبطي لكتابه بسام الفليّح وقد لفت انتباهي عنوان ذلك المقال الذي يقول لاصلة للشعر النبطي بالحداثة ولكن! والذي يجب ان يكون لاصلة للشعر العربي إذ انه لاوجود للحداثة في الشعر العربي عامة حيث انها مولود جديد بل هي شقيق صغير لشقيق اكبر منه في الغرب, والحديث عن هذا النوع من الشعر حديث طويل ومتشابك فالشعراء العرب عندما اتوا به وتعمقوا فيه حاولوا في إيجاد اصل له في الشعر العربي القديم ولكنهم فشلوا في ذلك, وقبل ان نخوض في الحداثة والشعر النبطي لابد من الحديث عن الحداثة والشعر الفصيح وهذا ماسبق في اول الحديث وما اجبرني على ذكر المقدمة آنفة الذكر, إنه فضلاً عن تغير هيكل القصيدة في شعر الحداثة صاحب ذلك عند بعض شعراء الحداثة سمات عديدة صبغوا بها شعرهم منها الغموض والتناقض والتضاد واخطرها انحراف الافكار والتفكير, فمثلاً في الشعر الفصيح تتضح هذه السمات جلياً في شعر نزار قباني خذ من قصائده المعنونة بخبز و,,, وقمر كمثال والتي احدثت ضجة كبيرة وانتقادات لاذعة من الغيورين وخذ من قصائد محمود درويش والبيّاتي ويوسف الخال امثلة كثيرة وهي لاتقل عن بعضها انحرافاً, وبما ان الحداثة ثقافة مهاجرة لها روادها ومحبوها اتى بها بعض شعراء الفصحى وجاراهم بها بعض الشعراء الشعبيين فهي لاتؤثر على القصيدة العمودية ولن يحدث ذلك فالشعر مجال خصب وميدان فسيح يحدث فيه من التغيرات الكثير والمثير وهذا لاينفي ثبات الاصل والحداثة في الشعر الشعبي مثل ماهي في الفصيح ليس لها تأثير على اصالة القصيدة وإنما جلبت للشعر الشعبي من باب التغيير والتجدد والانطلاق في فضاءات اخرى ليس إلا, ثمة نقطة اخيرة وهي انه يوجد هناك الكثير من الشعراء الفصحاء والشعبيين من كتب هذا النوع من الشعر باسلوب جميل وممتع ونقي بحيث اخذوا الفكرة وكيفوها مع توجهات شعرنا العربي العريق ختاماً اشكركم على رحابة صدوركم ودمتم بخير