لفت الشاعر عبدالله الصيخان في الأمسية الشعرية التي أحياها مساء الأربعاء الماضي، ضمن فعاليات ملتقى"سيسرا الثقافي"، الذي ينظمه نادي الجوف الأدبي في مدينة سكاكا، إلى أن السنوات الأخيرة شهدت انصراف الكثيرين إلى الاهتمام بقراءة الشعر النبطي،"لعدم وجود تجديد في الشعر النبطي". وقال ان المجتمع السعودي مؤسس على أن يكون الشعر الشعبي أقرب إلى الإنسان منذ ولادته"حين تتغنى الأم لوليدها بترانيم شعبية، إلى الاحتفال بزواجه الذي يطغى عليه الشعر الشعبي". وأضاف رداً على سؤال ل"الحياة"عن سبب انتشار الشعر النبطي على حساب الشعر الفصيح في المجتمع السعودي، إلى أن البرامج الإعلامية والثقافية كرست الاهتمام بالشعر الشعبي على حساب الشعر الفصيح. وأكد أن المناهج المدرسية أسهمت في مثل هذا الأمر، وقال:"بداية من عام 1400 تحولت النصوص الشعرية المضمنة في مناهج التعليم إلى نصوص تقترب من النظم أكثر من الشعر، ومع اتفاقنا على سمو مضمونها فإننا نختلف حول شاعريتها". متمنياً العودة إلى الشعر الفصيح، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن شاعرية الأمة هي جملة الأشعار المحكية والشعبية والفصيحة. واعتبر رداً على سؤال آخر ل"الحياة"حول سبب ارتياب المجتمع السعودي من الحداثة، أن الحداثة ليست تهمة،"وهي الاستشراف والتجديد ومحاولة وجود الأفضل في جميع المجالات، كما أن حداثتنا السعودية تختلف عن أية حداثة أخرى، لدرجة أن لكل شاعر حداثته الخاصة". وعلق على رأي الدكتور عالي القرشي في أن الشعر موجه إلى علية القوم ولا يخاطب بسطاء المجتمع بعكس الرواية، والذي قاله القرشي في محاضرته عن الرواية السعودية الجديدة ضمن فعاليات الملتقى، إن هذا الاعتقاد قد يكون صحيحاً في عصور سابقة،"وأعتقد أن الشعر الحقيقي هو من يصل إلى جميع الناس". وأشار إلى الفنون الأدبية تتكامل ولا تتنافر، وقال:"المد الروائي في بلادنا يؤسس لمجتمع بدأ ينضج، وهو دليل على الحراك الاجتماعي". من جهته، قال الدكتور عالي القرشي إن تجربة الصيخان تجربة ثرية،"ونص"فضة تتعلم الرسم"هو الذي قدمني إلى المشهد الثقافي والشعر الحديث، فعندما قرأت النص وجدت نفسي أمام نص لا أحدد أبعاده، ما دفعني إلى الظهور للجمهور للمرة الأولى عام 1986 لتقديم محاضرة عن"ايجابيات الحداثة في الشعر السعودي"، وكان نص الصيخان من هذه النصوص التي تناولتها في المحاضرة". أما الشاعر سليمان الفليح فقال إنه اندهش حين قرأ قصيدة للصيخان في مجلة اليمامة قبل نحو 30 عاماً، الذي يحكي عن مأساة شاعر آخر وانتمائه للقضايا الكبرى". وأضاف أنه دعاه وقتها من الكويت لإقامة أمسية شعرية، مراهناً على قدرته على إمتاع الجمهور بقصائده المميزة،"وانطلق بعدها في أرجاء الوطن العربي جامحاً ليعتبر من أهم الأصوات الشعرية العربية". وألقى الصيخان أجمل قصائده الحديثة والقديمة، ومنها قصيدة"الحلم"عن افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، كما تفاعل الجمهور مع قصيدة رثا فيها الصيخان الشيخ عبدالعزيز بن باز، الذي قال عنه الصيخان إنه كان صمام أمان في حياتنا الفقهية،"وفي موته تقافز إلى ساحة الفتوى من لم يؤهل اجتماعياً ودينياً للفتوى".