يضع مرشحا الرئاسة الأمريكية آل جور وجورج بوش الابن اللمسات النهائية لأول مناظرة تلفزيونية بينهما التي يمكن أن يحسم أداؤهما فيها تقدم أحدهما نحو الفوز بالانتخابات التي ستجرى في نوفمبر المقبل. وفي الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات الرأي أمس الأول ان المرشحين الاثنين متساويان تقريبا، الا ان المناظرة التي جرت مساء أمس بالتوقيت المحلي فجر اليوم الأربعاء اتخذت مستوى من الأهمية لم تشهده السياسة الأمريكية من قبل. ومن المتوقع أن يصل عدد المشاهدين للمناظرة الى نحو 80 مليون مشاهد, وسيشاهد الكثيرون كلا من جور وبوش وهما يناقشان القضايا للمرة الأولى بتصميم جاد وحي دون أي مساندة من مؤتمراتهما السياسية أو ضمن صيغة سياسية دعائية. وفيما لم يتبق سوى خمسة أسابيع فقط على موعد الانتخابات، أظهر استطلاع للرأي شاركت في اجرائه شبكة سي, ان, ان الاخبارية وصحيفة يو, اس, ايه توداي ان 45 في المائة من الناخبين يؤيدون كلا من بوش وآل جور. كما أظهر استطلاع آخر للرأي أجرته وكالة رويترز وشبكة ام, اس, ان, بي, سي تقدم آل جور نائب الرئيس الأمريكي بنسبة 45 في المائة مقابل 41 في المائة لصالح بوش. وتبين استطلاعات الرأي تقارب المنافسة في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية لأول مرة منذ أن تنافس الديمقراطي جون كيندي ضد منافسه الجمهوري ريتشارد نيكسون في سباق انتخابات الرئاسة عام 1960م. وكان هذا السباق بين كيندي ونيكسون قد شهد تحول الزخم بصورة طفيفة الى جانب كيندي عندما خرج منتصرا من واحدة من أوائل المناظرات التلفزيونية في الولاياتالمتحدة آنذاك. من ناحية أخرى، عاد المرشح الجمهوري حاكم تكساس جورج بوش الى مواصلة حملته الانتخابية أمس الأول في ويست فيرجينيا بعد أن قضى عطلة نهاية الأسبوع في ضيعته بالقرب من واكو في تكساس حيث تدرب على بروفة للمناظرة مع معاونيه المقربين. أما جور، فانه وضع الاستعدادات للمناظرة في ساراسوتا بفلوريدا مع حوالي عشرة من المواطنين من مختلف الولايات قابلهم أثناء حملته الانتخابية بمن فيهم رجل اطفاء ومدرس وعامل في مصنع فولاذ وشخص يعمل في البيت وعامل بناء. وتقام المناظرة في مكتبة كيندي في بوسطن بجامعة ماساشوسيتس وهي الأولى من بين ثلاث مناظرات بين بوش وجور, وتجري المناظرتان الأخريان في 11 و17 من أكتوبر الحالي, ومن المتوقع ان تستغرق المناظرة 90 دقيقة.