لا أعتقد بأنني أفضل الناس قدرة على وضع الحلول للمشكلات أو إيجاد إجابات للأسئلة,, لكن البعض يحسنون الظن بي,, ولذا أحاول قدر الإمكان المشاركة والبحث عن إجابة,. وقد كتب إلي الأخ القارئ تركي الصالح من القصيم عبر البريد الإلكتروني رسالة يقول فيها إن وضع شبكة الإنترنت في البيت يجب أن يكون في متناول الجميع، كل من في المنزل من رجال ونساء,, ويقول : إنه هو وزوجته يقومان باستخدام شبكة الإنترنت وزيارة بعض المواقع العربية المفيدة. ما هي المشكلة إذاً؟! يقول: المشكلة هي أنني أغار على زوجتي من الدخول على المواقع المخلة بالآداب والذوق العام التي تنافي عقيدتنا الإسلامية,, ويضيف مؤكداً: أنا لا أشك في زوجتي فأخلاقها فاضلة ولله الحمد,, إضافة إلى ان استخدام الإنترنت في أوقات الفراغ لسيدة المنزل يضيف إليها معلومات وزيادة في الثقافة . وأقول: إن الإنترنت كما نعلم جميعا يعتبر قناة اتصال بيننا وبين الآخرين لأجل الحصول على مزيد من الثقافة والاطلاع والانفتاح على العالم إضافة إلى ما في استخدامه من فوائد كثيرة على المستوى الاقتصادي والسياسي والثقافي والصحي,. وربما يكون هذا الجهاز أداة خطيرة إذا ما ترك الحبل على الغارب في استخدامه من قبل الأطفال والمراهقين الصغار، إذ لا بد من متابعتهم عن كثب وتوجيههم,, إلا أن ما أدهشني في الرسالة هو غيرة الرجل على زوجته وخشيته أن تطلع على ما لا ينبغي,, بمعنى أن تسيء استخدام الجهاز,, أدهشني حدوث مثل هذا الأمر، وأثار لدي سؤالا أوجهه إلى السيد الفاضل صاحب الرسالة حول زوجته: وأقول حين ارتبطت بهذه المرأة من المؤكد أنها كانت بالغة عاقلة,, راشدة,, ثم يا أخي الكريم ما هذا التناقض؟! كيف تستأمنها على بيتك وعلى أولادك وفي الوقت ذاته تخشى وتغار عليها من استخدام الإنترنت وكأنما هي قاصر لم تبلغ بعد سن الرشد,, وما هو الفرق بينك وبينها؟! أليس كلاكما راع لهذه الأسرة ومسؤول عنها,,؟ إذاً كيف يراودك الشك أو الخوف من استخدامها لمثل هذا الجهاز,, وتود إحكام الرقابة عليها؟!! لقد كان من المفترض في الإنسان الواعي المثقف الذي يستخدم الإنترنت بهدف المزيد من المعرفة والثقافة,, كان من الأولى بهذا الإنسان أن يدرك أن الثقافة بداية هي سلوك ووعي وثقة بالذات وفي الآخرين والشريك خاصة وليست مجرد كم هائل من المعلومات المختلفة التي نتعاطاها ونحفظها عن ظهر قلب! عذراً لقسوتي,, وشكراً لرسالتك,. البريد الإلكتروني [email protected]