نسب الطلاق في المملكة أصبحت مخيفة جدا وفي تزايد مستمر، هذا ما أوضحته دراسة أكدت أن نسبة الطلاق في المملكة ارتفعت عن السنوات الأخيرة 20 % وأوضحت الدراسة أنه يوميا يتم طلاق ما يقارب 33 امرأة. وكشفت الكاتبة ميساء العنزي عن 17 سببا ترى أنهم من بعض أسباب الطلاق في المملكة حيث قالت الكاتبة في مقالة لها:(هنا سأقف وباختصار على ( بعض ) أسباب الطلاق): 1 / الاختيار على أسس قرابة , قبلية …. اجتماعية بالدرجة الأولى فالأسس هذه هي التي تحدد الفتاة التي سيرتبط بها مصير ومستقبل ابنهم وبناء على آرائهم الشخصية لا على رأي وشخصية الفرد الذي سيتزوجها ! ليس مرفوضا أن يستشير الفتى من يثق بهم من المقربين و الفتاة كذلك ولكن المرفوض هو فرض آرائهم الشخصية ! 2 / في الحديث النبوي " تُنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها .. فاظفر بذات الدين تربت يداك " يعني أنه لو اكتملت كافة الصفات أو الشروط السابقة فلا بأس ولكن الأفضل مما سبق هي المرأة ذات الدين , الاعتماد على اختيار صفة واحدة أو شرط واحد فقط مما سبق ( كصاحبة الجمال أو المال أو الحسب كميزة لوحدها ) وباستثناء صاحبة الدين لأنها الأفضل كما بين الحديث النبوي سيؤدي ذلك لحياة زوجية ناقصة وكذلك نفس الشيء في قبول الزوج بناءآ على كثرة ماله فقط أو وسامته أو حسبه ونسبه ! 3 / " تطير المرأة بالعجه " عند كتابة شروط الزواج فهي مثلا لا تريد أن يأخذ الزوج من مرتبها وأن يقلع عن التدخين أو أن تُكمل دراستها أو أن يكون لها بيت مستقل ومع هذا هي لا تدون تلك الشروط مما يجعل الزوج يتنصل من تحقيقها ويعتبرها مجرد آراء لا شروط لأنها غير مدونة بالعقد فتكون الخلافات ! 4 / هناك مفهوم لدى الكثير من العائلات وهو أن الخطبة ليس بها الرؤية الشرعية وهذا ليس بسبب ديني فالدين لا يمنع من الرؤية الشرعية في الخطبة إنما قد يكون هذا المنع مبرر عند من يرون أن الفتاة ليست سلعة للعرض يُقبل بها أو لا يُقبل ومما يدمر حالتها النفسية في حال الانصراف عنها ولكن ما لا يبرر هو عدم الرؤية الشرعية حتى بعد ما يعرف ب " الملكة " فالفتى لا يعرف من هي زوجته إلا بالاسم وكذلك الفتاة ! 5 / مفهوم خاطئ منتشر وهو أن الفتاة تعتقد أنها لن تتزوج الرجل ذاته الذي تقدم لها إنما عائلته وعلى هذا الأساس يتم قبوله أو الرفض وهذا المفهوم للأسف لدى عائلة الزوج أيضا فمثلا إذا لم تتعاون معهم في حفلة غداء أو عشاء لانشغالها أو لأسباب أخرى تصير هناك مشكلات رغم أنها ليست مكلفة بخدمة عائلة الزوج فالذي بينها وبين الزوج عقد زواج وليس تأشيرة استقدام ! تدخلات أسرة الزوج بكل صغيرة وكبيرة قد تفسد العلاقة بين الزوج و زوجته ! 6 / ضعف الثقافة الحقوقية لدى المقبلين والمقبلات على الزواج , ما هي حقوق الزوجة عند الزوج ؟ وما هي حقوق الزوج عند زوجته ؟ وماهية الزواج ؟ كل هذه الأمور في الغالب غائبة عند المقدمين على الزواج . 7 / في مدة التحضير للزواج ينشغل الزوج بالإعداد لتكاليف الزواج فينشغل بجمع قيمة المهر وبحجز صالة الأفراح والولائم والهدايا وغير ذلك من أساسيات وكماليات حفل الزواج وكذلك تنشغل الزوجة بشراء أحدث الموديلات و أنواع " المكياج " بينما انشغلوا الاثنين بإعداد وتهيئة أنفسهم نفسيا وثقافيا واجتماعيا لحياة زوجية مستقبلية ! 8 / قد يتواصل الفتى مع الفتاة سواء بالاتصال أو بالرسائل في فترة ما بعد " الملكة " ليفهم كل واحد منهما الطرف الآخر , اعتماد الكذب أو الخيال في رسم كل منهما لشخصيته لدى الآخر والمبالغة في رسم الصورة الخيالية قد تسبب مشكلات فيما بعد حينما يكتشف كل واحد شخصية شريك حياته على حقيقتها , لا إفراط ولا تفريط ! 9 / فهم مسبق أن الزواج إشباع رغبات جنسية فقط بينما الزواج أكبر من ذلك في أهدافه ومسئولياته وما أن تنتهي هذه الرغبات وكأنما ركب الزوجين سفينة لا يعرفان كيف يقودانها ولا إلى أين يتجهان ! 10 / المشكلات حاصلة حاصلة والأزواج الأذكياء هم من يستطيعون التغلب عليها فمن هذه المشكلات مشكلات نفسية وأزمات يمر بها الزوج أو تمر بها الزوجة عدم تفهم هذه الأزمات وعدم الاهتمام بعلاجها نفسيا إذا احتاج الأمر يجعلها تتفاقم وتزيد من المشاكل . 11 / المشكلات المادية من أكبر أسباب المشاكل الزوجية فالمرأة تريد وتريد والزوج إما بخيل حتى في الأساسيات وليس الكماليات أو مرتبه ضعيف والتكاليف الباهضة لحفل الزواج تجعل الزوج أسيرا للديون بقية حياته فبدلا من أن يفكر بشراء سيارة أو منزل وأثاث يفكر في تسديد ذاك الشخص أو تلك الجهة ! وقد تكون المرأة عاملة فيرى الزوج أن من حقه عليها أن تعطيه من مرتبها وتتقاسم معه أنواع الصرف المادي بينما هي ترى أن مالها ملك لها وأن النفقة الشرعية هو مكلف بها فتقع هنا المشكلات ! 12 / كشف الأسرار الخاصة واعتماد القيل والقال والمقارنات والمنافسات الغير شريفة مع بيوت أخرى فهذه فلانة تطبخ أفضل منك وهذا فلان يحضر هدية لزوجته أغلى مما تهديه لي وفلانة قالت عنك أنك " رفلا " أي عديمة الشغل والحركة وفلان قال عنك " منت برجل " وهكذا القيل والقال يصنع العداوات رغم أن من قالوا هذا الكلام في الغالب لم ولن يصلهم أذى وربما لا يعلمون عن الأذى والمشكلة التي تسببوا بها ! 13 / عدم تقبل الزوج لزوجته والاحترام لرأيها أو للشكل الظاهر أو حتى في الذوق والعكس فكلاهما يفتقر لمعرفة خلفية كل واحد منهما الثقافية وبيئته وحتى عند معرفة ذلك قد يستخدم هذا في " التعييب " وهو أن يذكر كل واحد منهما عيوب الآخر في ماضيه حتى مما ليس للإنسان علاقة به كالفقر وغير ذلك مثال : الزوج يقول لزوجته " أنا تزوجتك وأنتي ما تعرفين الألف من الياء " وكذلك الزوجة تقول " تزوجتك وكنت ما تعرف وش هي النظافة " ! عبارات صغيرة لكنها كبيرة في معناها وكبيرة في التجريح والمشكلات ! كما الاختلاف على كل شيء ولأي سبب فالمشكلة الكبيرة تبدأ صغيرة ثم تتطور ! 14 / لا يوجد إشباع ( عاطفي ) على وجه الخصوص والكثير من النساء يفضلن حياة رومانسية يحلمن بها قبل الزواج ولكن يفاجئن برجال غلاظ شداد لا يضحكون لمره واحدة ولا يتبسمون ! 15 / يوجد فتيات ينظرن إلى حياتهن عند أهاليهن ويقارن بينها وبين حياتهن لدى أزواجهن والفارق الكبير كل هذا يجعلها تفكر بالرجوع إلى منزل والدها والطلاق لهذا سيسمع الزوج " أنا كنت مدللة عند أهلي ومتوفر لي كل شيء " تنسى أنها ستصبح أم وسيكون لها أبناء هي مطالبة بأن تسعدهم وتوفر لهم حياة كريمة مثلما هي كانت وأن والديها لم يوفروا لها حياة كريمة إلا بعد كفاح ونضال وجهد عليها الآن أن تكابده ! 16 / عدم وجود مراكز استشارات و حلول للمشكلات الزوجية أو أنها موجودة ولكن بلا دور ولا فاعلية ولا مجانية ! 17 / التقنية وما أدراك ما التقنية فقد ساهمت بشكل كبير في ارتفاع نسبة الطلاق , إن قلنا أن التقنية لها إيجابيات وسلبيات حسب الاستخدام فإن استخداماتنا نحن السعوديون بشكل خاص والعرب والخليج بشكل عام استخداماتنا لها وبالإحصائيات يغلب عليه الاستخدام السلبي حتى أصبح الإنترنت والأجهزة الذكية " كالضره " للزوجات أقل درجات الضرر من التقنية أن يكون الزوج أو الزوجة في حالة إدمان للإنترنت أو برامجه كالدردشة أو الماسنجر و غير ذلك , أما بقية حالات الضرر فهي متمثلة بالخيانة الزوجية كعقد صداقات وإشباع رغبات عاطفية خارج إطار الزواج خاصة وأن هذه الصداقات مفتوحة في ظل الإنترنت المفتوح , وفي دراسة استطلاعية هي الأولى من نوعها قامت بها الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود بعنوان : ( التأثير السلبي للإنترنت على مشاكل النزاع الأسري الذي يؤدي إلى الطلاق ) في هذه الدراسة القيمة أعطت إحصائيات لمدى التأثير السلبي للإنترنت وحدوث الطلاق حيث بينت أنه " 57,4 % من عينة الذكور ( الأزواج المطلقون) و63٪ من عينة الإناث (الزوجات المطلقات) كان ارتيادهم لغرف الدردشة السبب الرئيس في حدوث النزاع الأسري الذي أدى إلى الطلاق ، تلا غرف الدردشة المواقع الإباحية بالنسبة للأزواج المطلقين حيث بلغت نسبتهم 29,7٪ في حين أن ارتياد المنتديات كانت سببا في حدوث الطلاق في 2٪ من عينة المطلقين و 37٪ من عينة المطلقات " ومن أغرب ما قرأت في هذا الشأن أنه في دولة عربية زوج يمارس الخيانة مع فتاة وكذلك زوجته تمارس نفس الشيء تعرفا ( الزوجين ) على بعضهما من خلال الإنترنت وحدد الزوج ( موعد غرام ) مع عشيقته الإنترنتية اللي هي زوجته دون أن يعلم أنها زوجته ودون أن تعلم هي كذلك أنه زوجها وكل واحد منهما حدد لون لباسه للآخر في مكان معلوم وفجأة التقيا فوقع الطلاق!.