كنا ذات يوم (عبر لقاء أخوي) نتناقش مع بعض معلمي التربية البدنية ونحمّلهم جزءاً من المسؤولية في مخالفات بعض الجماهير، وتنامي ظاهرة التعصب الرياضي، حيث نسمع السب والشتم ونرى حالات الإغماء وكذلك التضييق على سالكي الطرق والإساءة إليهم، والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة. فكانت إجابة الإخوة المعلمين أنهم على استعداد تام لتفعيل دورهم المهم في توعية الأبناء وتثقيفهم وتعليمهم الهدف الأسمى من الرياضة ألا وهو التنافس الشريف، مع ما تكسبه الرياضة للجسم والعقل من الصحة.. ولكنهم شددوا على ضرورة تكاتف جميع الأطراف التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة. فكم نتمنى من جميع أطياف المجتمع في البيت والشارع التكاتف من أجل تعويد الأبناء على كيفية التشجيع وتذكيرهم بأهداف الرياضة وحثهم على البعد عن التعصب وتوضيح نتائجه السلبية. كم نتمنى من مسؤولي الأندية ولاعبيها المساهمة في نبذ التعصب الرياضي وذلك يكون بعقلانية آرائهم وأطروحاتهم، وأن يضعوا نصب أعينهم هؤلاء المتابعين والمستمعين لأقوالهم وأحاديثهم وأنهم سوف يتأثرون بهم سلباً أو إيجاباً.. كم نتمنى من وسائل الإعلام بكل أنواعه المسموعة والمقروءة والمرئية تكثيف الجهود والحرص على زرع التنافس الرياضي الشريف، والتحذير من التعصب وبيان أضراره على الأفراد والمجتمعات، واستضافة متخصصين في الجانب الرياضي والنفسي للتوعية والتوجيه ولا ننسى منتديات الأندية، حيث إن على عاتقها مسؤولية كبيرة في نشر تلك الثقافة. إذا نجحنا في نبذ التعصب وزرعنا التنافس الرياضي الشريف من خلال القنوات السابقة سواء مسؤولي الأندية أو وسائل الإعلام يأتي دور المدرسة في التوعية الدائمة للطلبة بأهمية الرياضة للجسم والعقل، حيث تقع على المدرسة مسؤولية عظيمة وذلك بوضع منهج وخطة عمل يتم من خلالها توجيه الطلبة وتحفيزهم بأهمية الرقي في التشجيع واحترام المنافس مهما كانت النتائج وتخصيص جزء من درجات التربية الرياضية لمن يلتزم بذلك. ننتظر دور الوحدات الصحية المدرسية بنين وبنات في تفعيل دورهم بالمساهمة في وضع برامج غذائية للطلبة والطالبات ويكون ذلك من خلال اللقاءات بهم، وتوزيع (البروشورات) التثقيفية لهم بسبب ما يعانيه البعض منهم من السمنة المفرطة أو الضعف البدني بسبب عدم تنظيم الغذاء أو تناول وجبات غذائية غير صحية.. مما سبق يتبيّن أن كل جهة مكملة للأخرى وكل على حسب مسؤوليته، لذلك يتوجب علينا أداء رسالتنا بكل أمانة من أجل الرقي برياضتنا.. محلياً وعالمياً واستجابة لتطلعات حكومتنا الرشيدة التي بذلت كل ما من شأنه خدمة الشباب والرياضة.