هو كاتب حصيف وصحفي أديب ومثقف هادف، يرمي ببصره وبصيرته نحو نور المعرفة صحفياً وثقافياً وأديباً وكاتباً ورجلاً دبلوماسي الكتابة في الصحافة، وبالذات في الجريدة التي رأس تحريرها ردحاً من الزمان حتى غدا مديراً عاماً لمؤسستها، إنها جريدة الندوة المكية قلباً وقالباً، تحديداً ومحتوى، موقعاً ومستوى، غطت الأخبار في مكة وأنباءها وحوارات أهلها وأحياءها وتحقيقات مع مسؤولي هذه العاصمة المقدسة.. (الندوة) الجريدة تمثلت في هؤلاء صالح وأحمد، أثروها بجهودهما وأفكارهما وتطويراتها إخراجاً وإمداداً، مادياً ومعنوياً وفكرياً ودينياً وأدبياً.. إنها النقلة الصحفية أيام آل جمال والهبّة الثقافية بين المطاوع والعرابي والطيب، ولإسلامية الالتزام على كل حال. ولكنّ المطاوع أديبها ورجلها المحنك، ملتزم لأسس فيها، كذلك ابتكر لها ملاحق الدين والأدب والثقافة والسياسة والاقتصاد، كان معه رجال: عيسى خليل، رفقي الطيب، صالح بدوي، باهيثم، فوزي خياط، محمد حافظ، المفرجي.. هؤلاء كتّاب الصحافة وأركانها في الجريدة، هؤلاء أجنحتها وأُيِّد النسر المطاوع بهم، التزم مسارها وأدرج صفحاتها، لكن يبقى المطاوع الربان والملاح المدافع عن كتاب الجريدة وقرائها وعمالها وتوابعها ومصالحها وشؤونها. إذا اختلف معه أحد أو خالف هو أحداً فإن الرجوع إلى الحق لديه فضيلة، لقد اختلف معه كثيرون لكنه يتراجع ويسكنهم صفحات الندوة.. هذه الصحيفة المكية التي تحتاج إلى رجل مثله وأمثال الرجال الصفوة الذين اختارهم رحمه الله تعالى. الندوة الآن تحتاج إلى حصافة المطاوع وإسلامية آل جمال وثقافة العرابي واجتماعية الطيب ورياضية الخياط وديناميكية خليل؛ حتى تستقل من الأعباء وتتطور إلى الأفضل وتسير في الركب.أما ثقافة المطاوع وتأليفه وتعليقاته وكتاباته فقد شملها الاطلاع على أمهات كتب السياسة وتراث الإنسانية الفكري؛ فتمت المقدرة لديه على الكتابة والتعليق السياسي والتأليف الفكري بالتثقيف الذاتي والاطلاع الشخصي والسمو نحو العلا. فكتب عن الملك فيصل ودعوته إلى التضامن الإسلامي كتاباً ترجم إلى اللغة الإنجليزية، وكتب (المقال والمرحلة)، وألّف (شيء من الحصاد)، وسوى تلك الكتب كتابات وتعليقات أخرى لعل ابنه الدكتور أنمار - مد الله في عمره - يجمعها ويؤلفها في كتب ومصنفات عن والده - رحمه الله -. إن حامد مطاوع رجل عرفته، وقد عاملته وجالسته وكاتبته وحادثته، وكان يبادلني الإخاء الإسلامي والتحية الإنسانية وأدب الثقافة والفكر والمعرفة، فوجدته الأخ الناصح والوالد الأريب والكاتب الأديب والقارئ المطلع والصحفي والثقافي الناجح. إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. رحم الله المطاوع رحمة الأبرار الأخيار والأدباء الأطهار.. والحمد لله رب العالمين.