شدد خبراء وسياسيون عرب على أهمية نبذ الخلافات العربية العربية والتعاون في مواجهة الأزمات خاصة ما يحدث في فلسطين من انتهاكات للمسجد الأقصى، ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي. وأكد الخبراء - في تصريحات خاصة للجزيرة حول توقعاتهم للقمة - أهمية أن تسفر القمة العربية المزمع انعقادها في ليبيا عن موقف عربي موحد وقوي أمام العالم في القضايا الهامة التي تواجه المنطقة، مشيرين أيضاً إلى ضرورة مواجهة التغلغل الإيراني في القضايا العربية. وأكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية المصري السابق على ضرورة قيام قمة سرت بتصفية الأجواء العربية، فوجود الفجوة والخلافات بين الدول العربية بعضها البعض يؤثر على مدى فاعلية ما يصدر عن القمة من قرارات وما يتخذ من مواقف بشأن القضايا العربية المزمنة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وما يحدث في القدس الآن من جرائم، وانتهاك للمسجد الأقصى، واستيلاء إسرائيل على التراث الإسلامي والثقافي، وتوسيع عمليات الاستيطان، فضلاً عن ضرورة اتخاذ موقف قوي من التهرب الإسرائيلي من عملية السلام والتقاعس الأمريكي في ممارسة ضغط على إسرائيل لإقرار الحق الشرعي للشعب الفلسطيني وفقاً للشرعية الدولية التي وافقت عليها الولاياتالمتحدة، لافتاً إلى أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري العربي، وتجميع الاستثمارات والأموال والمشاريع والخبرات العربية في بؤر استثمارية في كافة المجالات، مؤكداً على أهمية القمة العربية - بخلاف نتائجها المتواضعة في أغلب الأحيان - لتأكيد وجود رأي وقرار عربي - عربي موحد وقوي أمام العالم في القضايا الهامة التي تواجه المنطقة العربية، وأضاف أن السبب وراء غياب آليات تنفيذ قرارات القمم العربية الماضية وتراكم القرارات هو عدم ربط تلك القرارات بشروط إلزامية سواء كانت شروطاً معنوية أو مادية، فضلاً عن غياب آلية متابعة تنفيذ قراراتها، وإعادة تقييم ما تم تنفيذه في كل قمة كما يحدث في دول الاتحاد الأوروبي، مؤكداً على ضرورة فرض عقوبات تجارية - اقتصادية على الدول التي لا تلتزم بقرارات القمة العربية، لافتاً إلى أهمية وجود تنسيق عربي لمواجهة النفوذ الإيراني المتوغل بطرق غير مباشرة في كثير من الدول العربية. فيما أكد السفير فاروق مبروك رئيس البعثة المصرية الدبلوماسية السابق في العراق على أهمية القمة العربية في ذلك الوقت لما يواجه الوطن العربي من أزمات وتحديات، وازدياد الأوضاع العربية سوءاً، مشدداً على أهمية نبذ الخلافات الداخلية وإعلاء المصلحة العربية والتعاون في مواجهة الأزمات خاصة ما يحدث في فلسطين من انتهاكات للمسجد الأقصى، ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي. من جانبه طالب د. علي الكليدار المحلل السياسي العراقي بالاهتمام بما يحدث في العراق، والاعتراف بشرعية المقاومة الوطنية العراقية، ودعم الشعب العراقي، ومواجهة التغلغل الإيراني داخل العراق ومحاولة السيطرة عليه، مضيفاً أن هناك ضغوطاً خارجية تمارس للحيلولة دون تنفيذ قرارات القمم العربية التي تصب في صالح الأمة العربية، والوقوف دون وجود وطن عربي قوي موحد، لافتاً إلى أن غالبية قرارات القمم العربية والتوصيات التي تتخذها إزاء الأحداث المؤسفة التي تتعرض لها بعض الدول العربية وخاصة فلسطينوالعراق لامتصاص رد فعل الشارع العربي وتهدئته، ثم يتم تسويف هذة القرارات ولا تنفذ، مما أصاب الشارع العربي بالإحباط من تلك القمم وفعاليتها، وأصبح غير مكترث بها، مؤكداً على دور النخب السياسية، الأحزاب، النقابات المهنية ومنظمات حقوق الإنسان مع الجماهير العربية، لتكون قوة ضاغطة على الحكومات العربية لاتخاذ قرارات قوية إزاء القضايا العربية وتنفيذها، لأن مهمة الحكومات هو تنفيذ رغبات الشعوب وتحقيق مطالبها. وأعرب د. سمير غطاس «كاتب ومحلل فلسطيني» عن أمله في أن تقوم القمة العربية القادمة بتخفيف حدة الصراعات بين الدول العربية، التي تنعكس على القضايا العربية الهامة خاصة القضية الفلسطينية، فضلاً عن وقف ممارسات بعض الدول العربية التي تسمح لإيران باختراق النظام العربي. كما تمنى السفير محمد بسيوني رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس الشورى والسفير المصري السابق في تل أبيب: أن تكون القمة العربية القادمة هي قمة للمصالحة العربية من أجل صف عربي موحد للتأثير على صناع القرار في العالم، لحل المشكلات والتحديات التي تواجه الوطن العربي خاصة القضية الفلسطينية، والتأثير على إسرائيل لوقف جرائمها الاستفزازية في القدس، مؤكداً على أهمية وجود إرادة سياسية قوية لدى العرب لتحقيق المصالحة، خاصة أن الصراعات العربية تخدم المصالح الإسرائيلية. وقال د. محمد عبد السلام رئيس وحدة الأمن الإقليمي وثقافة السلام: إن القمة العربية القادمة تواجه تحديات قوية لزيادة عمليات الاستيطان الإسرائيلي، فضلاً عن الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى والتراث الإسلامي والثقافي في فلسطين، مضيفاً أن العقيد القذافي بإمكانه ترتيب لقاءات ثنائية بين الأطراف العربية المتنازعة للإصلاح بينهما، لافتاً إلى ضرورة استخدام السوق العربية المشتركة، ومنطقة التجارة الحرة كوسائل ضغط وآليات لتنفيذ قرارات القمة العربية، حتى لا تصبح كالقمم العربية الماضية التي لم تنفذ غالبية قراراتها، وأصابت المواطن العربي بالإحباط، مع ضرورة الاهتمام بتحقيق المصالحة الفلسطينية. بينما قال المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين:إن القمم العربية الماضية لم تتخذ مواقف ذات جدوى بشأن المقدسات الفلسطينيةالمحتلة، ولم تواجه المحتل الإسرائيلي في عملية التوسيع الاستيطاني الذي يمارسه على الأراضي الفلسطينية، مشدداً على ضرورة وجود موقف عربي قوي وموحد في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، والتحديات الأخرى التي تواجه الأمن العربي، فضلاً عن ضرورة دعم الانتفاضة الفلسطينية، وإعمار غزة. كما طالب د. مهدي الدجاني «باحث فلسطيني» القمة العربية القادمة الخروج بموقف عربي موحد لإدانة الممارسات الإسرائيلية، واستخدام كل أدوات الضغط الممكنة التي تتناسب مع حجم الخطر الداهم التي يواجه القدس والمسجد الأقصى، ودعم الانتفاضة الفلسطينية كما حدث في انتفاضة الأقصى عام 2000، والتأكيد على شرعية المقاومة المسلحة، والتي أسفرت عن انتصار إستراتيجي للفلسطينيين، وفشل الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ خطته ضد القدس، لافتاً إلى أن ما يتعرض له القدس من انتهاكات سينعكس على الوضع الإستراتيجي للبلاد العربية، مؤكداً على أهمية منح ملف القدس أولوية خاصة عن ملف المصالحة الفلسطينية والملفات الإقليمية الأخرى.