أيام قليلة تفصلنا عن بدء أعمال الدورة ال30 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والتي ستحتضنها تونس في ظل تحديات وأزمات كبيرة تعصف بالمنطقة. ويحتاج العالم العربي إلى إعادة تعبئة لاسيما أن فراغًا عربيًا كبيرًا بات يحيط بالمشهد ككل، ويبدو أن القمة المرتقبة تعقد النية لاستحضار عربي قوي بغية إعادة ترتيب البيت العربي لبعث روح جديدة تكون على مستوى التحديات الحالية التي يشهدها. تقارير مرفوعة للقمة تناقش القمة مجموعة من التقارير الرئيسية والأساسية على رأسها تقرير رئاسة قمة الظهران ال29 التي عقدت إبريل الماضي في المملكة وسيرفق التقرير بتفاصيل حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات. ويبدو أن هاجس العمل العربي المشترك وتعزيزه لا يفارق القمم العربية، إذ سيظل أولوية على رأس أعمال القمة وسيكون التقرير الثاني الذي يرفع للقمة، تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن العمل العربي المشترك. وستضمن التقارير المرفوعة مقترحًا بضم القمتين العربية والعربية الاقتصادية ليصبحا في توقيت واحد معًا. فلسطين الصمود تأتي القضية الفلسطينية على رأس أولويات القضايا العربية، فهي القضية الأم، في وقت باتت فيه استفزازات الاحتلال تزداد شيئًا فشيئًا بدعم أمريكي واضح وستكون فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته على رأس مباحثات القمة، فضلًا عن تطوير مبادرة السلام العربية ووضع النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بالتطور النوعي للانتهاكات الإسرائيلية في القدسالمحتلة وما يتضمنه من متابعة لتوسع الاستيطان والجدار والانتفاضة وملف الأسرى واللاجئين فضلًا عن دور وكالة الغوث (الأونروا ) وإمكانيات التنمية ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني. عروبة الجولان وتضع التطورات الأخيرة التي طرأت على ملف الجولان الملف بقوة على رأس أعمال القمة، لاسيما بعد اعتراف الإدارة الأمريكية بأن الجولان خاضع للسيادة الإسرائيلية وما أعقب ذلك من موجة تنديد عربي ودولي واسعة، الأمر الذي يجعل من التأكيد على عروبة الجولان أحد أهم الملفات الجديدة التي يجب أن يتم تناولها في القمة والتأكيد عليها فضلًا عن مناقشة كافة التطورات المتعلقة بالأزمة السورية وما بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في “الباغوز” آخر معاقله. ملفات ملحة ويأتي التضامن مع لبنان ودعمه على جدول أعمال القمة ال30 كحاجة ملحة للوقوف مع الدول الشقيقة في أزماتها على اختلاف حدتها، ولا يمكن أن تمر القمة دون التطرق للوضع في ليبيا والتأكيد على الحل السلمي وضرورة توافق الفرقاء الليبيين، خاصة مع اقتراب الانتخابات التي قد تساهم إيجابيًا في دفع مباحثات التوافق خطوات إلى الأمام. وستعرج القمة على الأوضاع في اليمن والتأكيد على إعادة البناء ودعم المساعدات الإنسانية والتصدي لإرهاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران. ولن تنسى القمة في جدول أعمالها التطرق للأوضاع في السودان الشقيق وما يعانيه من موجة الاحتجاجات المتعلقة بالوضع الاقتصادي في البلاد، وما يمكن أن تقدمه الدول العربية الشقيقة من دعم لعملية السلام والتنمية في البلاد، وستطرق القمة أيضًا لملف دعم جمهورية الصومال. ولا يمكن أن تخلو القمة من ملف إيران وانتهاكاتها الصارخة منها احتلال طهران للجزر الثلاث ( طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى) التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي، وما يستتبعه من ضرورة التأكيد العربي على تبعيتها للإمارات، وتتطرق القمة إلى الحديث عن التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية والتي يجب التصدي لها بكل قوة. ومن الموضوعات الهامة والمطروحة، اتخاذ موقف عربي موحد إزاء الانتهاكات العسكرية التركية للسيادة العراقية، فضًلا عن النظر في الدين العراقي ومحاولة إطفاء نسبة 75% منه ضمن صناديق الدعم المقدمة للدول العربية الشقيقة في إطار جامعة الدول العربية كما سيتم التطرق لدعم النازحين داخليا في الدول العربية كافة والنازحين العراقيين بشكل خاص. وتظل قضية صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظومة العربية لمواجهته أحد الموضوعات ذات الأولوية والتي لن تتأتى سوى بالعمل ضمن خطة مُحكمة لتطوير جامعة الدول العربية. ويطرح ملف حقوق الإنسان نفسه بقوة في القمة حيث سيتم وضع إستراتيجية عربية لحقوق الإنسان، فضلًا عن عرض مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة ومناقشته، وتحديد موعد ومكان عقد الدورة المقبلة ال31 لمجلس جامعة الدول العربية ومشروع إعلان تونس.