السؤال المطروح باستمرار: لماذا يتكرر النصب والاحتيال على البشر؟ فعلى سبيل المثال: يمكن أن يوقع شخص ما عقد عمل، ثم يكتشف في النهاية أنه ضحية بند معيّن لم ينتبه له، أو يخطئ شخص ما في تقييم خطيب ابنته فيكتشف في النهاية أنه قد زوّر كثيراً من المعلومات، أو يشتري سيارة من معارض السيارات، ثم يكتشف في النهاية أنه (ملعوب عليه) فيها، فقد تكون قد صدمت عشرات المرات، أو أنها أعيد (تأهليها) من انقلات شديد تعرّضت له، أو أنّ (القير) معطوب، وقس على ذلك. الإجابة الأولية على سؤال: لماذا يتكرر النصب والاحتيال على البشر؟ نعيده إلى تعاقب الأجيال، ففي كل جيل (ناصب ومنصوب عليه)، (كاذب ومكذوب عليه)، وإذا ما عددنا ذلك أمراً بدهياً الكل يعرفه، فإنّ الشيء الذي لم ينتبه إليه الكثير، هو أنّ الإنسان يمكن أن يتعرّض للنصب والاحتيال حتى سن (الأربعين) فقط، ففي هذه السن يقل النصب عليه لدرجة أنه عند البعض يختفي البتة، ويصبح قادراً بعد هذه السن (سن الرشد) اكتشاف أي تحايل عليه مبكراً نتيجة للخبرات والتجارب التي مرت عليه. الإنسان الإربعيني (رجلاً كان أو امرأة) يكون أكثر قدرة على تقييم التجارب، ليس لذكاء تجلّى لديه في هذه السن، وليس لعبقرية تفتقت لديه، وليس لنضوج عقلي كما (يتوهّمه البعض)، ولكن لأنه (تعرّض لكثير من النصب والاحتيال بصورة جعلته يكون خبرة محددة تجعله يستجيب بصورة مختلفة أكثر إيجابية لموقف مماثل يتعرّض له لاحقاً). لهذا: يتجنّب أي (محتال) التعامل مع (أربعيني)، سواء على مستوى (معارض السيارات)، أو على مستوى (المقاولات)، أو على مستوى (شركات الإنتاج الفنية) أو على مستوى (توقيع العقود) أو على أي مستوى آخر يكثر فيه النصب، حيث يختار المحتال (ضحاياه) فيما دون الأربعين، لأنهم بكل بساطة لم يمروا بالخبرة التي يستعد لتقديمها لهم، فهو ينظر إليهم على أنهم (أعمار خصبة) للاحتيال بقدر يسهل عليه تمرير ألاعيبه عليهم. فكثيراً ما نرى فتاة صغيرة تورّطت مع شاب خدعها، أو صاحب منزل انخدع بمقاول وعده بجودة العمل، وما لبث أن هرب وتركه يقلب كفيه، أو عامل أظهر ملامح تديُّن ليحصل على ثقة كفيله بصورة تمكنه من الهروب بالمبلغ الذي ذهب لإيداعه في البنك. كل ذلك يحصل عادة تحت سن الأربعين، وهذا ما يجعلنا نؤكد أنّ هؤلاء (مغرّر) بهم، رغم أنهم أكثر من 18 سنة. استرجع في ذهنك أي حزب غير قانوني، تجده يستهدف صغار السن ليجنّدهم لصالح توجُّهاته، ويتجنّب في ذات الوقت كبار السن على اعتبار أنهم أكثر وعياً وإدراكاً وتجارب وخبرات. ستعرف كل ذلك عندما تتخطّى سن الأربعين، حيث ستجد أن منطقتك أكثر أماناً من قبل. [email protected]