هو شعار برنامج القراءة في المطارات الذي بدأ العمل به منذ فترة وجيزة في مطار الملك خالد الدولي كأحد برامج (المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب) الذي تتولى أمانته مكتبة الملك عبد العزيز العامة؛ حيث استقطب هذا البرنامج عدداً كبيراً من المسافرين الذين وجدوا فرصتهم للاطلاع على إصدارات متنوعة يقضون بها أوقاتهم قبل أن يحين موعد صعودهم للطائرات؛ مما يشجع جميع فئات المجتمع على القراءة واستثمار كل الأوقات المتاحة في الاطلاع والمعرفة. ويقود الحديث عن هذا البرنامح للتطرق لثقافة القراءة الحرة؛ حيث لا بد من بذل الجهود الكبيرة في سبيل غرس حب القراءة والميل إليها في نفوس الناشئة خاصةً في هذا الوقت؛ مما يحتم على الآباء والأمهات تغيير نظرتهم السطحية عن القراءة، إذ يظن البعض أنها لا تؤدي دوراً ذا بال، بينما هي في الحقيقة تؤدي وظائف متعددة لدى الطفل وتساعد في نمو قاموسه اللغوي وزيادة مفرداته، بالإضافة إلى أنها تنمي حب البحث والاكتشاف والابتكار والإبداع، وتساعد في الكشف عن قدرات ومواهب الأطفال. إن على جميع الآباء والأمهات أن يدركوا ويعوا جيداً أن الاستثمار الحقيقي هو في ثقافة أطفالهم ونموهم الفكري، وليس في كثرة نقودهم وممتلكاتهم وازدهار عقاراتهم؛ مما يؤكد على ضرورة الحاجة إلى إراحة أعصابنا من مشاهدة القنوات وملاحقة الفضائيات واستبدال ذلك بالقراءة والاطلاع، كما أن الحاجة جد ماسة إلى دخول أطفالنا عالم القراءة التي تصقل عقولهم، فهم لابد أن يقرؤوا لكي يصلوا إلى مستويات فكرية ليس فقط في حياتهم التعليمية وإنما أيضاً في حياتهم العامة؛ حيث أكدت الباحثة الأمريكية Mary Leonhardt على أن القارئ يكتسب المهارات المتعددة، فهو يكتب ويتحدث ويتعامل مع الأفكار المعقدة بصورة أفضل من غيره. إن الجيل الذي لا يقرأ يعد - في عصرنا هذا - جيلا جاهلا حتى وإن كان مغرقاً في عالم الإنترنت وعمليات الحاسوب؛ وبالتالي فإن تعويد الأطفال على قراءة الكتاب والتعامل معه أصبح أمراً ضروريا؛ حيث أدركت الأمم المتقدمة أهمية القراءة في النهضة الشاملة؛ مما جعلها تسارع في إيجاد مشاريع متعددة لنشر ثقافة القراءة وذلك لإيمانهم التام بأن القراءة هي سبيل المعرفة والتقدم ومنافسة بقية الأمم. وأخيراً، فإن برنامج القراءة في المطارات قد يساعد في إيجاد جيل قارئ واع؛ ويبقى الأمر المهم في ضرورة المحافظة على هذه الكتب وتركها بعد قراءتها ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من المسافرين. كما يحدو الأمل الجميع لنجاح هذا البرنامج في مطار الملك خالد الدولي سعياً لتعميمه على مطارات المملكة الكبيرة في جدة والمنطقة الشرقية وغيرهما من مناطق مملكتنا الغالية.