يقول المفكر عباس محمود العقاد عن القراءة بأنها "تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً اخرى، هي أعمار الكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين يقرأ لهم الإنسان"، وعندما سئل لماذا تقرأ كثيراً قال: "لأن حياة واحدة لا تكفيني". ومن أجل أن نعلم القراءة لابد ان نبدأ من الأطفال، فالطفل الذي يحب القراءة سيكون اكثر تفوقاً من غيره في المستقبل، حيث تساعده القراءة على الاطلاع بشكل جيد. وعندما يكبر هذا الطفل يصبح متفوقاً في دراسته الجامعية، كما يصبح متفوقاً في حياته العملية وعلاقاته مع الآخرين. إن قضاء كل الوقت في مشاهدة الفضائيات أو مزاولة الألعاب المسلية أو إدمان الانترنت يمكن أن يجعل أطفالنا أكثر عزلة واقل ثقافة. ينبغي ان نغرس حب القراءة في نفوس اطفالنا بداية من المنزل، وأن نعتبر إهداء الكتب شيئاً مهماً لترغيب الأطفال والشباب على القراءة وحب الثقافة والمعرفة، والقدرة على قضاء أوقاتهم فيما يفيدهم. يقول الدكتور طه حسين: "وما نعرف شيئاً يحقق للإنسان تفكيره وتعبيره ومدنيته كالقراءة، فهي تصور التفكير على أنه أصل لكل ما يقرأ، وعلى أنه غاية لكل ما يقرأ". وتدل احصانية نشرتها منظمة اليونسكو منذ فترة، أن متوسط القراءة في العالم العربي لا يتجاوز ست دقائق في السنة للفرد الواحد، بينما تتضاعف هذه النسبة عشرات المرات بالنسبة للفرد في الدول المتقدمة. إن تعليم الاطفال والشباب كيف يقرأون وماذا يقرأون وكيف يمكن تنمية ثقافتهم هو الطريق إلى مستقبل افضل بإذن الله لجميع شبابنا واطفالنا. ينبغي أن يكون هناك ساعة في كل يوم ان امكن، يقوم فيها الآباء والأمهات بقراءة بعض القصص والمقالات والصحف لاطفالهم من سن الروضة والتمهيدي حتى نهاية المرحلة الابتدائية. كما ان توفير مكتبة منزلية تحتوي على كتب متنوعة في المراحل المختلفة لأعمار الاطفال سوف يساعد ويشجع على القراءة، وفتح آفاق الثقافة أمامهم. ينبغي أن تحتوي كل مدرسة على مكتبة صغيرة يمكن للطلاب والطالبات قضاء بعض الوقت فيها للقراءة، حتى يمكن لاطفالنا وشبابنا ان ينشأوا وهم يحبون القراءة. ان القراءة سوف تعطيهم القدرة على التعامل مع معطيات العصر بشكل أكثر فعالية، ليكونوا أكثر وعياً بالعالم من حولهم..