ماريا شرايفر، زوجة الممثل وحاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية أرنولد شوارزنيغر، تجري في عروقها دماء عائلة كيندي، فوالدتها يونيس شقيقة الرئيس الأسبق جون كيندي، عملت في الصحافة والإعلام، وفي عام 2000 صدر أول كتاب لها بعنوان: «عشرة أشياء كنت أتمنى لو عرفتها قبل خروجي إلى العالم الحقيقي»، مؤلف مميز بعفويته في فهم الحياة المهنية والزوجية، جاء فيه: «لو كان شكسبير امرأة لتحول بعبارته: أكون أو لا أكون تلك هي المشكلة إلى: أكون أو لا أكون لأمر يحتاج لوقت وحكمة»، تحكي ماريا أنها بعد زواجها بفترة وجيزة حدّثها زوجها بقوله: «لا تعتمدي عليّ في جعلك امرأة سعيدة، ولا تتوقعي مني ذلك»، فاستغربت كلامه، فمن غيره مسؤول عن أسباب سعادتها! ولكي تعزي نفسها أرجعت حدة المعنى إلى عدم التوفيق في اختيار المفردات لضعف زوجها في اللغة الانكليزية نتيجة لأصوله النمساوية، ولكنه عاد وأكد ما قاله: «يجب أن تسعدي مع نفسك وفي حياتك بصرف النظر عما يقدمه الآخر، فقد أكون الزينة التي تجمل فطيرتك، ولكن لا تنتظري أن أكون كل الفطيرة» وتعقيباً تعترف ماريا بأنها توافقه الرأي، ذلك أن معضلة المرأة تكمن في توقعاتها «غير الواقعية» التي لا تتحرج في أن تلقي بثقلها على الرجل، غير مدركة أنها لا تسهم ب«إتكاليتها» هذه في دعم هويتها أو بلورتها، فإذا أخفقت وتشتت حالها صبت جام غضبها على الرجل لأنه خذلها، في تصرف لا إنصاف فيه، فهي من خذلت نفسها في أسرع طريقة لقتل الحب عند لوم المرأة للشريك على إهماله لأمر كان الأولى أن تقوم هي به، فأن تتزوج لا يعني أن تعرف كيف تكون زوجاً. كلمة أخيرة: استهلت المؤلفة نقطتها الأولى في كتابها ب: «أفصح عما يسعدك ويدخل في دائرة خيالك وتفكيرك، فالأذكياء لا يثقلون أنفسهم بالشعور بالذنب، إن كانوا لا يستطيعون القيام بالأمر، فلا يتأخرون في نطق ال «لا»، الثانية: لا وظيفة أقل منك، وبداية السلم طريقتك للتعلم واكتشاف إمكاناتك على حقيقتها، الثالثة: من تعمل معه أو لديه يساوي في الأهمية ما تنتجه، فمن الضروري لتطور وظيفتك، ولسلامة روحك العمل في وظيفة متواضعة مع مدير رائع، على أن يحصل العكس، الرابعة: سلوكك له نتائجه، والمبادئ والأخلاق لا تتغير بحسب المناسبة، الخامسة: كن مستعداً للسقوط بترتيبك للبدائل، فلا شيء يفشل أحياناً كالنجاح نفسه، السادسة: المرأة السوبر على الأرجح أنها ماتت، والرجل السوبر من الجائز أنه كذلك بسبب حبة زرقاء سحرية، ما يعني أن المرء لا يتوجب عليه الاضطلاع بكل الأمور، فهو ليس مخلوقاً خارقاً، السابعة: وجود الأبناء يغيّر من نوعية عملك وحياتك كلها، الثامنة: الزواج يعني عملاً جاداً، معادلة الاستمرار فيه تتوقف على احترام الشريك وغفران الأخطاء، التاسعة: لا تتوقع من الآخر دعمك مالياً (لا ينطبق ذلك على ثقافتنا العربية للزواج)، العاشرة والأخيرة: الضحك هو العامل الذي سيجعل من النقاط التسع السابقة ممكنة التطبيق والاستمرار. وقالوا: «ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ أتمنى لو أنني عرفت أن الرد على هذا السؤال بالذات يحمل أكثر من إجابة» ماريا شرايفر [email protected]