كابول - أ ف ب، يو بي آي – أعلن اللواء كالفيرت وورث، قائد فوج لقوات مشاة البحرية الأميركي (مارينز) يضم 10 آلاف عنصر والمكلف مهمة تطويق منطقة مرجه التي تنتشر فيها زراعة الأفيون وسط ولاية هلمند جنوبأفغانستان، أن قواته تتمركز في مواقع قريبة جداً من سهول الولاية. وقال: «يجب أن تحدد حركة طالبان ومهربي المخدرات خيارهم: أما أن يقاتلوا أو يحاولوا المقاومة، أو يقبلوا العودة الى كنف السلطات المحلية ودولة القانون في أفغانستان». وأكد استعداد عناصره لتقديم خسائر في صفوفهم الى جانب العسكريين الأفغان من أجل القضاء على عناصر «طالبان» في مرجه وفرض سلطة حاكمها حجي زائر الذي عينته كابول أخيراً، مشيراً الى أن عناصر في وحدته سبق أن قتلوا أعداء في معارك خلال الاقتراب من مرجه. وفي حال شن هذا الهجوم المتوقع في شباط (فبراير) المقبل فسيعتبر الأول الواسع للجيش الأميركي منذ أن قرر الرئيس باراك أوباما إرسال 30 ألف عنصر إضافي الى أفغانستان لمكافحة تمرد «طالبان» الذي تتزايد حدته ويحصد عدداً متزايداً من المدنيين وعناصر القوات الأجنبية. وتشكل منطقة مرجه واحة صممت وأنشئت جزئياً بفضل أموال قدمتها الحكومة الأميركية في الخمسينات من القرن الماضي لكي تصبح مخزناً للمحاصيل في المنطقة ومنطقة خضراء تتلقى الري عبر مجار عدة للمياه. لكن بعد الحروب الأهلية التي شهدتها البلاد منذ أكثر من 30 سنة، أصبحت مرجه أحد أبرز مواقع زراعة الخشخاش الذي يصنع منه الهيروين والأفيون الذي تعتبر أفغانستان، خصوصاً هلمند، منتجه الأول في العالم. وتؤكد واشنطن أن عائدات تهريب الأفيون تستخدم في تمويل حركة طالبان. وسقطت مرجه قبل سنوات في أيدي عناصر «طالبان» المتحالفين مع أكبر مهربي الأفيون، فيما لم تعد الدولة تمارس فيها سلطتها. لكن هجوماً شنه الجيش الأميركي عام 2008 أدى الى طرد مقاتلي الحركة من بعض مناطق هلمند، ما دفعهم الى التحصن في مرجه. ويؤكد عسكريون أن عناصر «طالبان» يستعدون أيضاً للتصدي للهجوم عبر تعزيز مواقعهم في مرجه ومحيطها. في غضون ذلك، أفادت صحيفة «ذي غارديان» بأن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي سيكشف خلال أيام رزمة حوافز تتضمن تقديم العمل والتعليم ومعاشات تقاعدية وأراضٍ زراعية لمقاتلي «طالبان»، في مقابل إلقاء أسلحتهم. وأوضحت أن إعلان خطة المصالحة يمكن أن يحصل قبل عقد مؤتمر لندن الخاص بأفغانستان في 28 الشهر الجاري، «في ظل تعرضه لضغوط لإعلان تفاصيل الخطة مبكراً للمساعدة في حشد الدعم الدولي المطلوب لها». وأشارت الى أن الرئيس الأفغاني سيتعهد أيضاً عقد مؤتمر جديد للسلام في الربيع المقبل، وتكرار دعوته للمتمردين المستعدين للتخلي عن أسلحتهم والقسم على دستور البلاد للمشاركة في أعماله، «علماً أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند وعد بتقديم الدعم الدولي لهذه المبادرة». ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطّلع على الخطة قوله إن «أدلة تتوافر على أن مسلحين كثيرين تعبوا من القتال، وباتوا مستعدين لإبرام صفقة بعدما ضاقوا ذرعاً بالمقاتلين الأجانب في تنظيم القاعدة. لكن الإشارات السياسية يجب أن تكون واضحة وتشدد على ضمان الأمن في أفغانستان». الى ذلك، زاد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الضغوط على الحكومة الهولندية للحفاظ على وجودها في ولاية أروزجان، وذلك في اتصال اجراه مع نائب رئيس الوزراء فاوتر بوس، في محاولة لإقناعه بالعدول عن قرار الانسحاب. ومن المقرر أن تبدأ هولندا سحب قواتها، البالغ عددهم 1600 عنصر منتصف السنة.