رحّب داعية إسلامي بفكرة الاستفادة من التقنية الحديثة في خطبة الجمعة، ورأى أن «كل شيء ينفع الإسلام والمسلمين نستخدمه، ولابد أن نستفيد من التقنية ونطوعها في نشر الخير والفضيلة، لأن هذا من الاستفادة مما خلق الله». واشترط الداعية محمد بن يعيش إمام وخطيب جامع الملك فهد، في إجابته على مداخلة أحد الحضور في ندوة راشد المبارك مساء الأحد الماضي حول الاستفادة من برنامج «البوربوينت» في الخطبة، ألا تشغل المصلين ولا تربكهم. وقال: «إذا كان في التقنية إشغال للمصلين في خطبة الجمعة فمن مسّ الحصى فقد لغى، وقد يكون فيها إرباك»، ووصف خطب الجمعة لدى بعض الأئمة بالخور والموت والتدني في الأسلوب، ولفت إلى أن الخطب ليست بالصراخ والعويل، وتساءل: «تسمع صراخاً وعويلاً لدى بعض الخطباء ولا تفهم ما يقال... فلماذا إذاً الصراخ؟». وطالب خطباء الجمعة بعدم «حشر» أنفسهم في السياسة، «فالسياسة ليست لنا (في حديث موجه للخطباء) ولسنا مؤهلين لها»، وضرب مثلاً بأحد الخطباء قام يعزي الناس بعد أن تم دمج رئاسة التعليم مع البنات، وكأن القيامة قامت، وعلق على ذلك «ليس على الخطيب التدخل من قريب أو بعيد في هذا الأمر إلا من باب النصيحة لأن الأمر سياسي». وأوضح أن تنحية بعض الخطباء عن المنابر ليس تحاملاً عليهم، بل من أجل أن يصعد إلى المنابر المؤهلون، مؤكداً ضرورة اختيار الخطباء بدقة، لافتاً إلى أن بعض الخطباء يأتي عن طريق الواسطة «لا يأتي خطيب لأن فلاناً توسط له، فهذه أخّرتنا لعقود من الزمن». ورأى أن مدة الخطبة يحددها الموضوع، إضافة إلى قدرة الخطيب على الطرح «فبعضهم يخطب لمدة ساعة وتظن أنها خمس دقائق والبعض يخطب خمس دقائق ويشعر المصلي بأنها ساعة». واعتبر أن خطباء الجمعة في السعودية يتمتعون بحرية في تناول المواضيع بخلاف بعض الدول العربية التي تقوم بإرسال خطب الجمعة إلى بريد الخطباء وعليهم أن يلقوها، وحذر من التشهير في خطب الجمعة، مشبّهاً خطب الجمعة بالأكلات الشعبية «بعض الخطب تُقبل عليها بنهم وأخرى ترفضها». صيذكر أن هناك مداخلات عدة طالبت بضرورة إيجاد معهد متخصص في الخطابة أو فتح كلية خاصة للخطباء تتولى إعدادهم والاهتمام بقضاياهم.