طهران – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – زادت التكهنات بجولة جديدة من المواجهات في الشوارع مع أنصار الإصلاحيين في إيران، خلال إحياء ذكرى قيام الثورة الإسلامية في 11 شباط (فبراير) المقبل. ومع اقتراب الموعد، دعا مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي المعارضة أمس، الى «النأي بنفسها عن الأعداء» الغربيين، في تحذير استباقي هو الأول من نوعه. تزامن ذلك مع تأكيد بكين بوضوح أمس، معارضتها تشديد العقوبات على طهران بسبب الخلاف مع الغرب على برنامجها النووي، فيما هددت إيران باستهداف السفن الحربية الغربية في الخليج اذا تعرضت منشآتها النووية لهجوم. ورغم حملة القمع التي رافقت تظاهرات ذكرى عاشوراء في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وما تخللها من عنف واعتقالات طاولت عشرات الإصلاحيين، تزايدت التوقعات بنزول عشرات الآلاف من أنصار المعارضة الى الشوارع في الذكرى الحادية والثلاثين لقيام الثورة العام 1979. وعزز التوقعات تداول رسائل نصية وإلكترونية تدعو أنصار الإصلاحيين الى الاستعداد لاحتجاجات جديدة. وفي خطاب بثه التلفزيون الرسمي، حذر خامنئي من ان أعداء إيران في الخارج يسعون الى النيل من وحدتها. وقال: «على كل الأطراف ذوات الميول المختلفة، ان تنأى بنفسها بوضوح عن الأعداء، وعلى النخبة المؤثرة خصوصاً، ان تتجنب الإدلاء بتعليقات ملتبسة». ورأى ان «الأعداء قلقون من الحضور الضخم لأمتنا» الذي ينعكس في تظاهرات حاشدة تنظم عادة في ذكرى الثورة. في المقابل، اتهم الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي السلطات بإطلاق «موجة ضغوط جديدة»، مدافعاً عن الذين يواصلون الاحتجاج على نتيجة الانتخابات التي أسفرت عن فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية، في مواجهة مرشح الإصلاحيين مير حسين موسوي. ونقل موقع «برلمان نيوز» الموالي للإصلاحيين عن خاتمي قوله: «للأسف نشهد هذه الأيام موجة جديدة من الضغوط وجولة جديدة من الاعتقالات». وأفاد الموقع بأن خاتمي كان يتحدث لدى لقائه عدداً من المفرج عنهم ممن اعتقلوا عقب الانتخابات. وفي إشارة الى النزاع النووي مع الغرب، قال خاتمي إن القيمين على شؤون إيران «لم يفعلوا شيئاً سوى التسبب في مزيد من المشكلات» في انتقاد حاد لحكومة نجاد المحافظة. وزاد: «الشعب أدرك أن كثيرين من المحتجين لا يضمرون سوءاً وان احتجاجاتهم صحيحة». وأكد ان «السواد الأعظم من المحتجين ملتزمون الدستور والطرق السلمية للتعبير عن احتجاجهم». في غضون ذلك، شدد وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي على الطبيعة الدفاعية للقوة العسكرية لبلاده، مجدداً استعدادها لتوقيع «ميثاق أمني جماعي» مع دول المنطقة، وتصدير أسلحة ومنتجات حربية إليها. ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن وحيدي قوله أمام «الملتقى الدولي التاسع عشر للخليج الفارسي» المنعقد في طهران امس: «أسلحتنا هي فقط لردع من يفكر بمهاجمتنا». وأشار الى ان عقيدة الدفاع الإيرانية تختلف تماماً عن العقيدة الأميركية الاستباقية التي وصفها بالعدائية والهجومية. وأضاف: «عقيدتنا لا تحمل أي رسالة سوى السلام مع الدول الإقليمية، وأعلنّا مراراً اننا لا نعتبر ان أياً من الدول الإقليمية يشكل خطراً علينا». وحذر وزير الدفاع الإيراني من أن الجمهورية الإسلامية قد ترد بضرب سفن حربية غربية في مياه الخليج، إذا تعرضت بلاده لهجوم بسبب برنامجها النووي. وفي بكين، حضت الصين الغرب على إبداء مرونة أكبر في التعامل مع البرنامج، وقللت من احتمالات فرض عقوبات على إيران بعدما اجتمعت الدول الست لمناقشة هذه الأزمة في نيويورك السبت الماضي. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ما تشاو شو في مؤتمر صحافي أمس: «نقترح حل القضية النووية الإيرانية في شكل ملائم من خلال الحوار والتشاور، ونتمنى أن يدعم كل الأطراف هذا النهج ويبدي مقداراً اكبر من المرونة والتعقل».