استغرقت الصورة التي كان يحلم بها الفوتوغرافي طارق الثاقب، 10 ثوانٍ فقط لتوثق الصورة «الحلم» الذي كان يتمنى أن يلتقطه للراحل الأمير سعود الفيصل، عندما كان وزيراً للخارجية، لتكون بالنسبة إليه «الصورة الأكثر تميزاً»، بحسب قوله. وقال الفوتوغرافي الثاقب ل «الحياة»: «قبل أن أحترف التصوير الفوتوغرافي كان من أكبر أحلامي وأمنياتي أن أصور هذه الشخصية العظيمة التي دائماً ما كانت تأسر الجميع بقوتها ونجاحها وتميزها، وكنت متابعاً وبشغف مسيرته وإنجازاته، فهو بحق رجل لن يتكرر». وعن قصة الصورة، قال: «تلقيت اتصالاً من وزارة الخارجية، يرغبون في أن ألتقط صورة جماعية للدورة الاولى لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى في الرياض، ومن بينهم الأمير سعود الفيصل، فذهلت وأصبت بالرهبة، فحلمي القديم سيتحقق، وحين علمت بأن الوزير لا يتوقف لالتقاط صورة سوى ل10 ثوانٍ فقط أصبت بالرعب، فهي صورة ل60 وزيراً، ومن بينهم هذه الشخصية العظيمة». وعكف الثاقب على إجراء تجارب تسبق يوم التصوير المرتقب، وقبل يومين من الحدث أوقف 40 شخصاً ليسجل ملاحظاته ويتفادى السلبيات التي يمكن أن تقع، «وجربت في 10 ثوانٍ كيف يمكن أن تنجح الصورة، ولم أنم إلى لحظة التقاط الصورة» كما قال. وقف الثاقب خلف كاميرته ليفاجأ بالوزراء يصطفون لالتقاط الصورة الجماعية، ومن خلف كاميرته لمح وجه الأمير سعود الفيصل، ليكتم أنفاسه ويسترجع في ثوانٍ حلمه القديم، مضيفاً: «ركزت على الأمير من دون غيره، أنتظر لحظة أن ينظر لعدستي، والتفت يحادث الوزير الذي على يساره، وقبل أن يحادث الذي على يمينه اقتنصت الفرصة، وكانت الصورة الحلم، ومن بعدها قمت بالتصوير بسرعة أكثر من صورة». وأضاف الثاقب: «كان الأمير سعود الفيصل محط اهتمامي وتركيزي في تلك اللحظة، وبعد اقتناص الصورة الأهم، التقطت سبع صور متتالية، استفدت منها في تعديل صور الوزراء الذين أغمضوا أعينهم لحظة التصوير»، مضيفاً: «منذ دخولي عالم التصوير وشخصية هذا الإنسان تأسرني، فملامحه القوية والطيبة في الوقت نفسه تحبها الكاميرا كما تحبها قلوب الناس». وتحمل صور الأمير سعود الفيصل التي التقطتها كاميرات المصورين الملامح ذاتها التي يعلوها الصمت، والذي ينم عن حكمة بالغة، وتفاصيل وجهه تتسابق من أجل تسجيلها عدسات المصورين حول العالم، وبزيارة واحدة لأحد محركات البحث على شبكة الإنترنت سيلاحظ الزائر عدم تغير النظرة القوية في ملامح وجه الأمير سعود الفيصل. واستخدمت هذه الصور الكثيرة لتكون الصور الرمزية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، إذ توحدت في جميع البرامج والتطبيقات، محلياً وخليجياً، وحتى عربياً. وسجلت هذه الصور أيضاً مراحل طويلة من عمل أكثر وزراء العالم إنتاجية وتأثيراً ومدة، شَغلها في منصبه الذي يشهد له بالكفاءة العالية.