يعتقد جميع من يشاهد الطفل تركي خالد البوق لأول وهلة، وهو يحمل كاميرا التصوير بجوار والده، أن تلك الآلة للأب، وأن دور الصبي لا يتعدى مرافقة المصور الكبير، للاستمتاع بما يلتقطه من مناظر، إلا أن من يقترب من الوضع يكتشف العكس. فطالب الصف الأول المتوسط، مصور بارع تفوق على كثيرين سبقوه في هذا المجال، تجده يناقش المصورين في أمور تكنيكية دقيقة، لا يفهمها سوى المتمرسون. وشغف « تركي» بالتصوير لم يأت صدفةً، إنما كان ناتج تشجيع والده له، وتنمية تلك الهواية، التي نجح فيها، حتى أوصلته للفوز بلقب المصور الأول في منطقة مكة ومحافظة جدة في العامين الماضي والحالي. يقول تركي البوق ل«الحياة»: « عشقت التصوير الفوتوغرافي منذ سنوات مبكرة، وشاركت في مسابقات عدة، وحصلت على المركز الأول في محافظة جدة ومنطقة مكة، على رغم خبرة المشاركين». وأرجع تركي الثقة التي يتمتع بها والإصرار على مواصلة الطريق في هذا المجال إلى الدعم المعنوي الذي يحظى به من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ووزير التربية والتعليم. وأكد اعتزازه بصورته مع أمير مكة الأمير خالد الفيصل خلال مسابقة السفير، مشيراً إلى أنه شارك بصورتين واستطاع أن يفوز، على رغم مشاركة 16 ألف مصور. ورأى تركي أن التصوير موهبة ليست ككل المواهب فيها الإبداع والتميز، مشيراً إلى حبه الشديد للوقوف أمام المناظر الجميلة ليوجه عدسته بكل دقة واحترافية حتى يلتقط صورة تشد الانتباه. وأكد أنه يطمح للوصول الى العالمية في التصوير، ويفضل دائماً أن يلتقط صور المناظر الطبيعية، لاسيما «غروب الشمس» الذي بفضله فاز بجائزة قيمة. معتبراً والده الداعم الأول له مادياً ومعنوياً، من طريق تزويده بأحدث الكاميرات المتطورة أولاً بأول، ما يسهل من ممارسته لهوايته. بدوره، أكد خالد البوق (والد تركي) أنه لا يشعر بقيمة الأموال التي ينفقها على تنمية موهبة ابنه، طالما أنه يحقق الفوز ويحصد الألقاب، على رغم صغر سنه، مشيراً إلى أنه يطمح أن يفتتح ابنه مدرسة لتعليم فن التصوير الفوتوغرافي في السعودية.