يدرك الجميع مدى أهمية شركة «ديلويت» في عالم الاستشارات والتحليلات والبحوث الاقتصادية والمالية، ومن ضمنها تنفيذ دراسات الجدوى التي تكون عادةً المفتاح الرئيس للحصول على تمويل للمشاريع الضخمة، علماً أن بعض خدمات «ديلويت»، بينها هندسة دراسات الجدوى، قد تتجاوز قيمتها ثلاثة ملايين دولار. وأفاد محللون بأن شركة «ديلويت» تحاول الاستفادة، على الصعيد المحلي، من ارتفاع عدد الصفقات التجارية بين الشركات المحلية. فعمليات الدمج والشراء بين هذه الشركات، تتّخذ منحى مهماً من شأنه التأثير إيجاباً في مسار الاقتصاد المحلي. فمثلاً، تحاول الشركات المتعثّرة مالياً، الاندماج مع أخرى أقوى منها أو تصفية أعمالها في الشكل المناسب. وتهيمن خمس شركات على سوق الاستشارات المالية والاقتصادية في سويسرا، وهي «بي دبليو سي» و «كي بي أم جي» و «إي أبسيلون»، بينما تأتي شركة «ديلويت» في المركز الرابع، تليها شركة «بي دي أو» المتخصصة في مجال تقديم الاستشارات للشركات صغيرة والمتوسطة. ويبدو أن «ديلويت» تخطّط لاحتلال المركز الثالث على الأقل خلال الشهور المقبلة. وضمن لائحة الشركات الخمس الكبرى في سويسرا، ارتفعت عائدات «بي دي أو» خلال السنوات الخمس الماضية قبل دفع الضرائب، من 150 مليون فرنك (157.7 مليون دولار) إلى 170 مليوناً، وعائدات «ديلويت» من 250 مليون فرنك الى 450 مليوناً، وعائدات «كي بي أم جي» من 420 مليون فرنك إلى 500 مليون، و «إي أبسيلون» من 500 مليون فرنك إلى 580 مليوناً، و «بي دبليو سي» من 700 مليون فرنك إلى 800 مليون. وتشمل هذه العائدات، تغطية خدمات لمصلحة شركات أجنبية قامت بترسيخ أعمالها في سويسرا، بعد تنفيذ استشارات ودراسات جدوى عبر هذه الشركات الخمس العملاقة. ولفت خبراء في أسواق العمل السويسرية، إلى أن «ديلويت» تريد استعادة مجدها بعدما عملت على تسريح 14 في المئة من عمالها في سويسرا، في حين لجأت الشركات الأربع الأخرى إلى تسريح ثلاثة في المئة فقط من موظفيها في سويسرا، بينما تراهن «ديلويت» على نشاطات الاستشارات لتوسيع مكانتها التجارية. ويرصد مشغلو أسواق المال استعداد «ديلويت» لإبرام شراكات مع 100 شركة سويسرية على الأقل، تعمل خصوصاً في مجال الوساطات. وفي ما يتعلق بإعادة هيكلة نشاطات «ديلويت» في سويسرا، فإن 35 في المئة منها ستتركز في البحوث الاقتصادية، و55 في المئة ستُخصص لتقديم الاستشارات المتعلّقة بعمليات الدمج أو الشراء أو ممارسة التجارة في أسواق المال. وتسعى «ديلويت» إلى تكثيف خدماتها المتعلّقة بتنفيذ دراسات الجدوى، التي ستمثل 10 في المئة من نشاطاتها في سويسرا، المطلوبة قبل تأسيس الشركة الناشئة. وهناك عدد كبير من رجال الأعمال الأجانب، الذين يريدون الاستفادة من هذه الخدمات قبل دخول البورصة السويسرية بشركاتهم القابضة لبيع أسهمهم وسنداتهم الخاصة.