قبل ايام من نهاية السنة، وعلى رغم الأزمة المالية والاقتصادية التي تواجه الدول الأوروبية في شكل مضطرد منذ مطلع السنة، أعلنت قطاعات صناعية ومالية وخدماتية وتكنولوجية ألمانية تحقيق دخل ممتاز مع تطلع إيجابي نسبي إلى العام المقبل. ومعروف أن ألمانيا لم تتأثر كثيراً بعد بأزمة اليورو والديون، ولا تزال صادراتها ناشطة في كل الاتجاهات، إذ ستتمكن في نهاية السنة من تحطيم رقم تريليون يورو من المبيعات إلى الخارج للمرة الأولى في تاريخها. وبات مؤكداً أن نمو الاقتصاد الألماني سيحقق نتيجة جيدة تبلغ 3 في المئة في مقابل 3.6 في المئة عام 2010. وفي القطاع المالي، لاحظ المراقبون أن معاملات البورصة الألمانية في فرانكفورت التي تشهد اضطرابات مالية وانخفاضات حادة في أسعار أسهم الشركات الألمانية وأسهم المودعين منذ مطلع السنة، حققت في الربع الثالث دخلاً قيمته 605 ملايين يورو بزيادة تصل إلى 20 في المئة عن الربع الثاني. ولا تزال بورصة فرانكفورت تنتظر موافقة المفوضية الأوروبية على اتفاق الدمج مع بورصة نيويورك، وسط معلومات عن ملاحظات للمفوضية على شكل الدمج حفاظاً على حرية التنافس ومنع الاحتكار. ويُتوقع صدور قرار المفوضية مطلع العام المقبل. وأشارت النشرة الاقتصادية الشهرية الصادرة أخيراً عن غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، الى أن بورصة فرانكفورت وبموجب اتفاق الدمج، ستملك 60 في المئة من أسهم بورصة نيويورك. وأعلن مسؤولو وسائل الإعلام، أن القطاع ينمو في شكل أفضل كثيراً من القطاعات الاقتصادية الأخرى، ويُنتظر أن يتقدم عليها بوضوح في السنوات المقبلة. وأشارت دراسة لمؤسسة الاستشارات «برايس ووتر هاوس كوبرز» في هامبورغ، إلى أن معدل نمو القطاع الإعلاني سيرتفع بنسبة 2.9 في المئة سنوياً حتى عام 2015، في مقابل نمو وسطي من 2.1 في المئة في القطاعات الاقتصادية الأخرى. وفي العادة، تعاني وسائل الإعلام من تراجع في الإعلانات فيها كلما تعرض الوضع الاقتصادي إلى هزة، كما حصل خلال أزمة عام 2009، عندما انخفض دخل الإعلانات بنسبة 9.4 في المئة. لكن توقعت الدراسة ازدياد حجم الإعلانات إلى 3.7 في المئة عام 2012، وإلى 3.1 في المئة في 2013 قبل أن يتباطأ مجدداً. ورجّحت المؤسسة أن يرتفع دخل الإعلانات عام 2015 إلى 17.8 بليون يورو بينها 4.02 بليون لشبكة الإنترنت، التي رفعت المساحة الإعلامية من 24 إلى 34 في المئة، وأربعة بلايين للتلفزيون، الذي هبط للمرة الأولى إلى المرتبة الثانية. ويتصدى قطاع التقنية المعلوماتية «أي بي» بعناد لرياح الأزمة المالية العاتية التي تهدد أوروبا والعالم، ببدء مرحلة ركود اقتصادي جديد. لكن رئيس فرع شركة «ها بي» للمعلوماتية في ألمانيا فولكر سميد، أكد أن التوقعات لهذه السنة «لا تزال جيدة جداً في أقسام المبيعات». وشدد رئيس شركة «بيتكوم» العاملة في القطاع أكسل بولز، على تمسّكه ب «توقع نمو المبيعات العام المقبل بنسبة 2 في المئة». ورأى أن الأمر «مرهون بالمنحى الذي ستتخذه عملية إنقاذ اليورو». ولفت إلى أن «مطلع العام المقبل سيُظهر الوضع الذي سيرسو عليه قطاع التقنية المعلوماتية». وعلى المستوى الأوروبي أيضاً، طرحت شركة «إس أ بي» الضخمة لتقنية المعلومات أرقام مبيعاتها في الربع الثالث من السنة، والتي أدهشت الجميع، ودلّت على إمكان تحقيق رقم قياسي في الأرباح. وفي قطاع صناعة السيارات، أكدت ثلاث مؤسسات دولية تراقب تطور سوق بيع السيارات في العالم، أن شركة «فولكسفاغن» الألمانية ستحقق هذه السنة هدف التربع على عرش الشركة الأكثر مبيعاً في العالم، تاركة وراءها شركتي «جنرال موتورز» الأميركية و «تويوتا» اليابانية. وذكر الخبراء في مؤسسات «جي دي باور» و «بي دبليو سي» و «إ ها إس»، أن «فولكسفاغن» ستحقق «هدفها أبكر كثيراً مما حدده رئيسها مارتن فينتركورن. كما ستسجل شركات السيارات الألمانية الأخرى مثل «بي إم دبليو» و «أودي» و «مرسيدس» مبيعات قياسية مقارنة بالعام الماضي.