فيينا، طهران، موسكو - أ ب، رويترز، أ ف ب - اتهمت طهرانواشنطن أمس، بشنّ «حرب نفسية» عليها، وحذرتها من ارتكاب «خطأ استراتيجي» إذا نفذت تهديدها بالانسحاب من المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وأشارت بريطانيا إلى تحقيق «تقدم بطيء في شكل مؤلم»، فيما دعت روسيا إلى رفع كل العقوبات المفروضة على إيران، فور إبرام اتفاق يطوي الملف (للمزيد). ومع دخول المرحلة الأخيرة من المفاوضات أسبوعها الثالث، أعلنت الولاياتالمتحدة تمديد اتفاق جنيف الموقت الذي أبرمته إيران والدول الست عام 2013، إلى الإثنين، «من أجل إتاحة مزيد من الوقت للتفاوض». كما مدّد الاتحاد الأوروبي تجميد العقوبات المفروضة على طهران حتى اليوم ذاته، علماً أن المفاوضات تجاوزت مهلة حددها الكونغرس الأميركي لتسلّم نص اتفاق، ما يعني أن على إدارة الرئيس باراك أوباما انتظار 60 يوماً لمراجعة صفقة محتملة. وترى الإدارة أنها أمام خيارين: إما اتخاذ طهران «قرارات بنّاءة» تفضي إلى اتفاق نهائي، وإما تمديد اتفاق جنيف. وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي التقى نظيريه الأميركي جون كيري والأوروبية فيديريكا موغيريني في فيينا أمس، تحدث عن «تقدّم» في المفاوضات، مستدركاً: «لم نبلغ الهدف بعد، ولدى (الدول الست) مطالب مفرطة». وتابع: «يبدو أننا سنقضي عطلة الأسبوع في فيينا». أما كيري فقال: «نعمل بقوة، وندفع إلى أمام». وكان ظريف أسِف ل «تغييرات في المواقف، وطلبات مبالغ فيها من دولٍ»، مشيراً إلى «تباين في المواقف» بين الدول الست، «ما يجعل التوصل إلى اتفاق، أكثر صعوبة». وشدد على أن «الشعب الإيراني يريد اتفاقاً مشرّفاً يضمن عزته، وسنواصل المفاوضات». وقال مسؤول إيراني بارز: «فجأة بات لدى الجميع خطوطهم الحمر. لكل من بريطانياوالولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا خطوطها الحمر». وكان كيري أعلن الخميس أن واشنطن «مستعدة لوقف هذه العملية، إذا لم تُتخَذ قرارات صعبة». ورأى علي أكبر ولايتي، المستشار السياسي لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، في تصريحات كيري «حرباً نفسية تشنّها أميركا على إيران». وتابع: «إيران مستعدة لمواصلة المفاوضات، والأمر متروك للأميركيين إذا أرادوا مغادرتها. أي اتفاق يمكن أن يكون قابلاً للتنفيذ، عندما يلتزم الخطوط الحمر» التي حددها المرشد. أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني فسخر من «الحركات الاستعراضية الأميركية في اللحظات الأخيرة من المفاوضات». وخاطب الأميركيين قائلاً: «إذا أوصلتم المحادثات إلى طريق مسدود، سترتكبون خطأً استراتيجياً». ونبّه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إلى أن المفاوضات «تحقق تقدماً بطيئاً في شكل مؤلم»، مضيفاً: «ما زالت هناك مسائل تنتظر تسوية». في السياق ذاته، حذرت موغيريني من أن إيران والدول الست لن تتوصل إلى اتفاق «إذا لم تُتخَذ قرارات تاريخية». لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أكثر تفاؤلاً، اذ رجّح توصل الجانبين إلى «تسوية قريباً»، داعياً إلى «رفع شامل للعقوبات» المفروضة على طهران فور إبرام اتفاق.